قال المنجور في فهرسته: شيخنا الفقيه الأستاذ العروضي المتفنن، كان متقنًا للقراءات حفظًا وفهمًا، فاق أقرانه فيها مع رسوخ القدم، وتحقيق الألفية وشروحها واعتناء بالمرادي، قيد عليه كثيرًا عن شيخه الزواوي ويحيى السوسي مشاركًا في الفقه يحفظ ابن الحاجب وقرأه مرارًا على عبد الواحد الونشريسي وأخذ الفرائض عن أبي القاسم الكوشي الدرعي وعن ابن هارون، وحضر على أبي العباس الزقاق في الفقه والتفسير، ويحفظ السبع حفظًا بالغًا يستحضر نصوص الشاطبية، له أبحاث ونكت مع المكودي على الألفية جمعها عن شيوخه، ومن شروح التسهيل قيدها الطلبة، ولد في حدود ثمان وتسعين وثمانمائة- اهـ.
قال عبد الواحد الشريف: كان غاية في صلاح النية والبعد عن الأخلاق الردية وإضمارًا الخير لكل البرية، مقبلًا على ما يعنيه لا يخوض فيما لا ينبغي مع عفة ونزاهة ومسكنة وقناعة ووقار وخلق، عليه المدار في قطره في تحقيق السبع وأحكامها مع انفراده بحمل لواء النحو وتحقيقه، له إيراد يهز النفوس سماعه واشكال يحير الأفكار إبداعه -اهـ- ملخصًا.
٧٣٢ - محمد بن محمد محب الدين بن أحمد الفيشي، أحد أعيان مالكية مصر (١).
أخذ عن الناصر اللقاني والشمس التتائي والدميري والشرف الطخيخي والزينين البحيري الأجهوري والفتح الوفائي، قرأ عليهم مختصر خليل وأكثر ابن الحاجب على الأجهوري، والبخاري على السراج العبادي ويوسف السالمي الشهير بالجمل من بقية السادات وشيخ الإسلام التنوخي الحنبلي والشمس الأبودري وغيرهم. ولد في رجب عام سبعة عشر وتسعمائة.
وقال البدر القرافي في فهرسته: شيخنا علم المحدثين صاحب السند المتن، الزاكي خَلقًا وخُلقًا ابن الشيخ محب الدين ابن الإمام الحجة عين القضاة الأخيار الشهاب الفيشي، بفاء مكسورة فمثناة تحتية ثم شين معجمة ثم
(١) انظر شجرة النور الزكية ص ٢٨٠، هدية العارفين ٦: ٢٢٦.