للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالمصدر وهو المدح ولا يوصف بذلك- اهـ.

من الروض الهتون لابن غازي وفي وفيات الونشريسي أنه توفي بفاس عام ستة عشر وثمانمائة.

٣٧٨ - عمر بن محمد الرجراجي أبو علي الفاسي (١).

قال ابن الخطيب القسنطيني: كان من أولياء اللَّه تعالى وصدور العلماء وشهرته بالصلاح أكثر من شهرته بالعلم، لازمته وقرأت عليه الحوفية في الفرائض وحضرت معه مجالس العلم كمجلس الحافظ الفقيه القباب في الحديث والفقه والكلام، ومجلس الفقيه العالم الصالح مفتي فاس الوانغيلي الضرير وهو قارئ مجلسه وانتفعت به كثيرًا، وإذا قصدته فيما عسر عليّ فهمه أجلسني مع السارية وجلس هو بين يدي كأنه السائل لتواضعه وإخفائه.

وقال لي بعض الطلبة: ما الذي يقرأ عليك سيدي عمر؟ لما رأى من هيئته في جلوسه!. وإذا راجعته في مسألة حتى يطلعني على نص ما، قاله هو في كتاب يبسطه ويشير إلى المحل من غير أن يقول لي شيئًا.

ومن ورعه وتحفزه أنه لا يحبس الكتب المنسوبة لقوم ليس لهم كشرح الرسالة المنسوب للجزولي ونحوه، وكان كثير الخلوة بنفسه لا يعرف أحد أين هو، ويلبس التليس يباشره بجسده ويستره بجبة. وعيشه من حبك البرانس في بعض الأوقات وغلة دويرة ورثها من أبيه وقال لي ليس لي عادة في غداء وعشاء بل آكل إذا احتجت بلا توقيت.

وسرق لي يومًا نعلي في صلاة العصر فجلست ولم أعلم به أحدًا فجاء هو على عادته للحضور وجلس بجنبي ساعة ثم قام، بخلاف عادته، وجاء بقبقابه مختفيًا وقال امش بهذا وطيّب نفسك على السارق، فقبلته متعجبًا منه، وكنت إذا عسر عليّ أمر دنيوي قصدته وقلت له: أريد كذا وكذا فيسكت


(١) انظر ترجمته في شجره النور الزكية ص ٢٥٠، وفي وفيات الونشريسي ص ١٣٧ ولقط الفرائد ص ٢٣٥ أنه توفي سنة ٨١٠ هـ, انظر أيضًا، جذوة الاقتباس ٢/ ٤٩٥، درة الحجال ٣/ ٢٠٢، فهرست ابن غازي ص ٧١.

<<  <   >  >>