للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٩ - عبد اللَّه بن علي بن عبد اللَّه بن علي بن عبد اللَّه، ثلاثة على نسق واحد، ابن عبد العزيز بن سلمون الكناني الغرناطي (١).

قال الحضرمي: أخذت عنه كثيرًا قراءة وسماعًا، توفي بطريف يوم الاثنين سابع جمادى الأولى عام إحدى وأربعين وسبعمائة، وأنشدني لنفسه:

أمَوْلَاي عَطْفًا عَلَى مُذْنِبٍ ... بِجَنْبَيْهِ نَفْسٌ مِنْ أَعْدَى العِدَا

أدَارَتْ عَلَيْهِ مِن أَهْوَائِهَا ... كؤوسًا سَقَتْهُ هُمُومَ الرَّدى

أخبرني أنه لم ينظم قط غيرهما.

٢٤٠ - عبد اللَّه بن محمد بن سليمان المنوفي (٢).

قال ابن فضل اللَّه: جمع بين العلم والصلاح، تفقه على مذهب مالك واعتزل وانقطع بالمدرسة الصالحية مقتصرًا على خصوصية نفسه، لا يكاد يخرج إلا إلى الصلاة، وله كرامات ظاهرة، حكى الأمير الجائي الدودان قال: وقع في نفسي اشكال في مسألة وكان لي صاحب من الفقهاء الحنفية أتردد إليه فكتبت إليه لأسأله عن تلك المسألة فلم أجده، فأتيت الشيخ عبد اللَّه المنوفي فلما جلست قال: كأنك مشتغل بشيء من الفقه فقلت نعم قال: فما قولك في كذا وكذا بعينها فقلت: منكم يستفاد فأخذ يتكلم في تلك المسألة وما عليها من الإيرادات وذكر الاشكال الذي وقع في نفسي، ثم شرع يجيب عنه حتى انجلى فسألته عن شيء آخر فقال: لا قم بالسلامة والقصد قد حصل. ولد سنة ست وثمانين وستمائة وتوفي في رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

وذكر خليل في الترجمة التي جمعها له أنه كان مع عظيم علمه لا يدعي بل يعترف بالتقصير ولا يرى نفسه أهلًا للاقراء ويقول: إنما جلست لأصحح على المبتدئين، ويقول للطلبة: نحن إخوان نتذاكر العلم فمن ظهر الحق معه قبلناه، مع اقرائه الكتب المعقدة كابن الحاجب والتهذيب وغيرها بلا مطالعة، جل ابن الحاجب مرارًا قبل ظهور شرح عليه عندنا ويفتح له بما لم يفتح على


(١) ترجمته في غاية النهاية في طبقات القراء ١: ٤٣٦.
(٢) ترجمته في شجرة النور الزكية ٢٠٥.

<<  <   >  >>