لابن بطال، وأما فقهًا فقال: إنه يكون كخصال الكفارة عند من يقول بوجوب جميعها ويسقط الفرض واحد، وحجته أنه أمر بالغسل والغسل مصدر يدل على القليل والكثير فالوحدة مضمنة كالاثنين والثلاثة وأورد عليه أن زاد على الثلاثة لأن المصدر يتناوله فأجاب بالمنع لحديث الزيادة على الثلاثة سرف، أورد عليه جواز الترك فقال يسقط الفرض بواحد وإذا فالجميع كان في حيز الواجب، ثم مر بعض طلبة لصاحب الترجمة وناظره في المسألة ثم رحل إلى حاضرة تونس باستدعاء صاحبها وبها توفي -اهـ- ملخصًا.
٧٨٥ - يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد اللَّه أبو زكرياء الصنهاجي وجيه الدين المالكي.
قال خالد البلوي في رحلته: الفقيه الإمام قاضي المالكية بالاسكندرية ذو الرتبة السامية السنية إمام في الفروع والأحكام عالم بالحلال والحرام، مهتم بالعلم أي اهتمام، له رحلة قديمة لقي بها الصدور ووعي كثيرًا وحج عشر حجج وجاور سنين وشغل زمانه بالعلم فأفاد واستفاد، وفيه يقول صاحبنا الفاضل أبو إسحاق بن الحاج أضحى وجيه الدين أسبق سابق في العلم والعياء والخلق النزيه، عجب الورى من سبقه وتعجبوا فأجابهم لا تنكروا سبق الوجيه رجل أعطى كمال الخلقة ووفور القوة وسعة الدنيا ومتانة الدين سري وسيم مسكي النسيم طلق الوجه دمث الجانب رقيق الطبع حسن الأخلاق والهيئة جميل اللباس سمح اللقاء، مليح التأنيس ذكي المعاني نبيل المقاصد سهل الحجاب يقظ الذهن، كان خاطرة جمرة تقد سمعت عليه كثيرًا، مولده في ربيع الأول سنة سبع وستين وستمائة -اهـ- ملخصًا.
٧٨٦ - يحيى الدكالي أبو زكرياء (١).
الفقيه الحافظ الناقد الذكي زعيم أهل سبتة في الفقه ذاكر المسائل عارفًا بالأصول ذا حظ من الأداء أنيق الخط صحيحه قيل: كان خطه لا يحتاج
(١) انظر ترجمته في جذوة الاقتباس ص ٥٤٣، القسم الثاني ع - ي.