للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٦ - عبد اللَّه بن أبي بكر بن يحيى بن عبد السلام المغربي (١).

الجدميوي الصودي الفرضي نزيل الاسكندرية أبو محمد جمال الدين قال أبو القاسم التجيبي في رحلته: شيخنا الفقيه الفرضي الحسابي العابد الزاهد الصالح أحد الأولياء ممن شهر بالورع والزهد والعفة ومجانبة أهل الدنيا والانقباض عنهم مع شدة فقره وقلة ذات يده، لباسه خشن وعيشه سد رمق يسرد الصوم دائمًا منقطع عن الناس لا يتكلم إلا بذكره تعالى أو اقراء الفرائض مع كثرة الصلاة ودوام الخشوع، نفعنا اللَّه به -انتهى إليه علم القرائض في عصره وصنف فيه كتبًا سمعت منه وأخذت عنه، قرأ فقه مالك، ولم يشتغل بالحديث ولا سماعه على عادة الجزوليين أهل بلده وإنّما اعتناؤهم بالفرائض وتحصيلها وما يتعلق بها، قرأ الكافي لابن عبد البر تفقهًا خمس مرات مع كثير من الحساب على الفقيه الإمام أبي سليمان داود بن علي البجائي قال: وهو أول من قرأت عليه الفقه في سنة ثلاث وستين وستمائة والجعدية تأليف الفاضل أبي الحسن بن الجعد على الشيخ الزاهد أبي الطاهر بن يوسف الرعيني الأندلسي بالاسكندرية، ثم تفقه فيه بالقاهرة على الفقيه الإمام أبي محمد عبد اللَّه الغماري وقرأ عليه التلقين وبه تفقه، وكان يدرس الفرائض كثير الحفظ لها مطلعًا على غوامضها، على اعواز في عبارته لعجمة لسانه.

الجزولي: ألف نهاية الرائض في الفرائض كتابًا جليلًا كثير الفوائد قرأته عليه، وكفاية المرتاض في تعاليل الفّراض، ومفتاح الغوامض في أصول الفرائض جزء لطيف، وذكر أنه رأى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المنام وهو في تأليف النهاية فتقدم وعليه ثياب بيض وشعره يمس شحمة أذنيه وفي لحيته شعرات بيض فقال لي: لم تنم إلى هذا الوقت، فقلت له: أنا في شغل فقال لي: ما هو؟ فقلت له: أنسخ الفرائض فقال لي: حَسَنٌ أو جيّد ثم دعا لي -صلى اللَّه عليه وسلم-. مولده تقريبًا في حدود ثلاث وأربعين وستمائة بجزولة من أقصى بلاد المغرب على البحر المحيط. والجِدْمِيويِ -بكسر الجيم وسكون الدال المهملة فميم


(١) ترجمته في برنامج التجيبي ص ٢٧٤ - ٢٧٥، والأعلام ٤/ ٧٤.

<<  <   >  >>