للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشاطبية الكبرى وقرأت عليه أكثر التهذيب والجلاب والرسالة والموطأ ومسلم والنحو والحساب والفرائض والتنجيم في علم الأوقات وحفرت مجلسه من عام ستين وسبعمائة إلى عام سبعين وأجازني جميعها- اهـ.

وأخذ عنه أبو القاسم بن ناجي وأثنى عليه غاية فقال: كان شيخنا

الشبيبي من عادته التكلم بالوعظ في أول ميعاده لكثرة العوام عنده فتارة يعظ بتفسير القرآن وبكتاب مسلم، وكان لما قرأ قول الرسالة على مذهب مالك وأصحابه ما زال يعرف بهم كل يوم رجلًا رجلين مع حكايات منقولة، ومن دأبه الاقراء من نحو طلوع الشمس إلى صلاة الظهر.

وكان فصيحًا متواضعًا لا يعتب على مستشكل أو سائل فيخرج للأكل والوضوء ويصلي للظهر قرب العصر ثم يصليها ويجود من حينئذ للعشاء الأخيرة وربما قريء عليه بعد ذلك، وظهرت له الكرامات وانتفع به غالب من قرأ عليه لحسن نيته وكثرة بيانه، وسأفرد ترجمته بتأليف -اهـ- ملخصًا.

وأكثر من النقل عنه في شروحه على الرسالة والمدونة واختصر صاحب الترجمة شرح الفاكهاني على الرسالة في سفر.

٢٥٠ - عبد اللَّه بن محمد بن أحمد الشريف التلمساني الحسني (١).

الإمام العلامة المحقق الحافظ الجليل المتفنن المتقن ابن الإمام العلامة الحجة النظار الأعلم أبي عبد اللَّه الشريف إمام وقته بلا مدافع، كان صاحب الترجمة من أكابر علماء تلمسان ومحققيهم كابنه، وقال بعض من عرّف به وأبيه وأخيه في جزء: ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة فنشأ على عفة وصيانة وجد، مرضي الأخلاق محمود الأحوال موصوفًا بنبل وفهم وحذق وحرص على طلب العلم، وكان والده قد بشر به في النور رأى قائلًا يقول له: يزداد عندك ولد عالم لا تموت حتى تراه يقريء العلم فكان كذلك.

قرأ القرآن على الأستاذ النحوي أبي عبد اللَّه بن زيد بفاس وأبوه بها


(١) ترجمته في الفكر السامي ٢: ٢٤٩.

<<  <   >  >>