للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

-غير ما تقدم- مختصر الاحياء للغزالي، أخبرنا به صاحبنا الحاج الفرضي أحمد بن أبي العافية المكناسي، قاضى سلا -حفظه اللَّه تعالى- وله تأليف في الحساب وغيره.

٥٢ - أحمد بن محمد بن ميمون المالقي، يعرف بابن السكان (١).

قال العبدري في رحلته: صاحبنا أبو العباس ممن يعجب فهمه وذكاؤه، ويبهر فضله وحياؤه، مجريًا على غاية من كَمُل ومؤزَّرًا في حليته (٢) العلم والعمل، عذبت أخلاقه وفاضت زللًا (٣) واستقامت أحواله، فكان (٤) اعتدالًا وفاضت أنامله كالمزن انهمالًا، أدرك مزايا الشيوخ على فتى (٥) سنه، فما يتكلم في علم إلّا قلت هذا من فنه، أَلِفَ الانقباض فما يبسطه إلّا يده، وصحب قصر الأمل فما يؤمل غده. له اعتناء بتصحيح الرواية وإغياء في تنقيح الدراية، سمع من الشيوخ واتسعت روايته.

له تآليف تشوق ومؤلفات تروق، منها: إكمال ذيل أبي بكر بن فتحون على الاستيعاب لابن عبد البر، اعتنى به اعتناءً تامًّا ولم يكمل إلى الآن، وكتاب الاطّلاع على ما يلزم في رفع الأيدي في الصلاة من الاتّباع، وبرنامج جمعه لشيخه أبي بكر بن حبيش، وكان ابن حبيش هذا آية في التواضع والخمول وفرط الانقباض، مع براعته في الفنون وإجادته في النظم والنثر واتّساع الرواية، فحدثني صاحبنا أبو عبد اللَّه بن هريرة أنه إِنْ عُرِفَ موضعُه انتقل عنه لموضعٍ آخرَ لا يُعْرَفُ به، وخمس على الشقراطسية (٦)، ولا قرأها عليه صاحبنا المذكور وخططه (٧) في ذكره بما ينبغي، ثم دفعها إليه ليكتب له عليها قال لي: فأدخلها في الدار وقال لا تستبطأني، ثم خرج وقد بشر كلما (٨)


(١) رحلة العبدري ٢٦٧.
(٢) كذا. والصواب: حلبة العلم. كما في رحلة العبدري.
(٣) الصواب: زلالًا. كما في الرحلة.
(٤) في رحلة العبدري: كالبان اعتدالًا.
(٥) في الرحلة: فتاء.
(٦) تخميس على لامية أبي عبد اللَّه الشقراطيسي في مدح النبي. بروكلمان ٥/ ١٠٨.
(٧) كذا في الرحلة أيضًا.
(٨) كذا. وهو تصحيف. والصواب: كلَّ ما كما في الرحلة.

<<  <   >  >>