للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطبراني والمعمر أبي محمد بن هارون -اهـ- ملخصًا. توفي عام تسعة وأربعين.

٥٣٩ - محمد بن هارون الكناني (١).

التونسي الإمام العلامة الحافظ أحد مجتهدي المذهب، وصفه ابن عرفة ببلوغه درجة الاجتهاد المذهبي، له تآليف كشرح مختصري ابن الحاجب الأصلي والفرعي واختصار المتيطة في قدر ثلثها، أسقط وثائقها وتكرارها وشرح المدونة، وقعت على أسفار من الجميع، ووقع بينه وبين ابن عبد السلام نزاع في مسائل، تولى القضاء بغير تونس، أخذ عنه الأئمة كالمقري والخطيب ابن مرزوق وابن عرفة وخالد البلوي وذكره في رحلته وبالغ في ثنائه فقال: الشيخ الفقيه الإمام أبو عبد اللَّه بن هارون إمام في الفقه وأصوله وعلم الكلام وفصوله، متوصل بالجد والجد لحصوله، علم من أعلام العارف ومعلم لأعلام الحلل الدينية والمطارف، نفع بما وعى في العلم وتنفع فاستفاد من علماء تونس بما استفاد من علماء الشرق وظفر في رحلته بمرزي العلماء، فآب بعد قضاء فرصة وقد كمل فضله واشتمل على الكمال عقله ونقله فانبسط في العلم بنباهته والقبض عن العالم بنزاهته، ولزم مطالعة دواوينه وحدق إليها عيون فهمه ودينه فانتفع به بشر كثير وأودع له في القبول حظ كبير، ولولا زهده وقناعته لتولى قضاء الجماعة.

فقال العباد بحقه وصدقوا إليه الخبر النبوي فلم يتماروا في صدقه فهو السابق في المضمار لا يترشح أحد لسبقه فازدحم عليه الناس واقتبسوا من أنواره التي لا تنقص بكثرة الاقتباس فأقرت له السادات بالتسديد وأحيا اللَّه به سنة الاجتهاد حين وقف غيره مع التقليد فبرز في تدريسه بما برز وأحرز من السبق ما أحرز من جلالة قدر وسعة صدر وحسن خلق واعتدال خلق وسهولة عبادة وصناعة صوغ كلام البداوة والحضارة، وقمع الباحث الملد ومزج الهزل


(١) انظر ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢١١، رحلة البلوي ٢/ ٩٨ - ٩٩، الحلل السندسية ص ٣٣٨، وفيات ابن قنفذ ٣٥٤.

<<  <   >  >>