للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعقول سنين عديدة، حتى حصَّل التعاليم واتقنها، ثم أخذ أخيرًا في التفسير والفقه الخلافي، كان له حظ وافر من اللغة والأدب والبيان والعروض والشعر والكتابة، وكان آخر عمره كثير التلاوة للقرآن محافظًا على صلاة الجماعة له ورد من الليل، وبالجملة ما ريء في وقته من حصَّل من علوم الفلاسفة مثل ما حصله، مع الديانة والوقوف مع الشريعة، وأخذ في آخر عمره في تدريس الفقه فكان آيةً، وتوفي بفاس سنة خمسين ودفن إثر صلاة الجمعة داخل باب الفتوح وقد قارب الخمسين- اهـ.

قلت: وله أجوبة حسنة في التفسير والأصول أجاب بها أبا زيد بن العشاب المتقدم.

٥١٢ - محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف (١).

القرشي الهاشمي التونسي عرف بابن القوبع، ذكره ابن فرحون في الديباج وقال: شيخ الديار المصرية والشامية العلامة في فنون العلم، نزيل القاهرة، لم يخلف بعده مثله، مولده سنة أربع وستين وستمائة، وتوفي سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.

زاد السيوطي عن الصدفي (٢): أنه ولد بتونس في رمضان وقرأ النحو على يحيى ابن الفرج بن زيتون والأصول على محمد بن عبد الرحمن قاضي تونس، وقدم سنة تسعين فسمع بدمشق من ابن القواس وأبي الفضل بن عساكر وجماعة، ودرس الطب بالبيمارستان وكان يتوقد ذكاءً، ومهر في فنون حتى إذا تحدث في شيء من العلوم تكلم في دقائقه وغوامضه حتى يقول القائل: إنه أفنى عمره في ذلك.

وكان التقي السبكي يقول: ما أعرف أحدًا مثله، وقال ابن سيد الناس


(١) ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢٠٨، والديباج المذهب ٢/ ٣٢٣، والوافي بالوفيات ١/ ٢٣٨ - ٢٤٧، والدرر الكامنة ٤/ ١٨١، وبغية الوعاة ١/ ٢٢٦.
(٢) في البغية: عن الصفدي، والنقل عن هذا المصدر بتصرف يسير.

<<  <   >  >>