عبد العزيز المريني زيارته فجلس في الجامع بعد صلاة الجمعة وكلف قاضي الجماعة أبا محمد الأوربي أن يأتي به فبحث عنه فلم يوافقه فجاءه برجل من الصالحين يسمى سليمان موافقًا لاسمه وهو من الأخيار فقال له الوزير: ما بهذا كفلت فقال له مبارك وهو من أشياخه وانفصل به المجلس فكان من القاضي سياسة حسنة ثم طلبه السلطان مرة أخرى فكتب له براءة فقنع بها عن رؤيته، وقلت لبعض الأصحاب: هلا رأى السلطان ففي رؤيته له تفريج كرب فقال لي قال: واللَّه لا رأيته أبدًا.
وكانت له بركة تامة في انقطاعه للعلم والعبادة ما رأيت أحسن قراءة وأسرع منه فيها في الحديث منه، توفى على أكمل حال وأبلغ منال وحميد سيرة سنة تسع وسبعين وسبعمائة عن نحو أربعين سنة- اهـ.
قلت: وذكر بعضهم أن من كراماته أن وزير فاس عزم على غرم الديار ورباع فاس كما فعل الوزير قبله فمشى إليه أبو الربيع المذكور في الفقيه والقباب فكلماه فقال: أنا متبع فيه من قبلي، فقال له أبو الربيع: أتريد أن تكافأ بما كوفيء به من قبلك؟ فقال: لا يا سيدي قال القباب: فخفت خوفًا شديدًا منه حتى كادت الأرض تبلعني وحصل للوزير خوف أشد وأكثر مني- اهـ.
وللشيخ يوسف تقييد مشهور على الرسالة متداول بين الناس. قال الشيخ زروق: وإن تقييده وتقاييد الجزولي ومن في معناها لا ينسب إليهم تأليفًا وإنما هو تقييد للطلبة زمن الإقراء، فهي تهدى ولا تعتمد، وسمعت أن بعض الشيوخ أفتى بتأديب من أفتى من التقاييد- اهـ.
وقال سيدي الإمام الحطاب: مراد مرزوق حيث ذكروا نقلًا بخلاف نصوص المذهب أو قواعده فلا يعتمد عليها، واللَّه أعلم فتأمله.
٧٧٢ - يوسف بن خالد بن نعيم الطائي البساطي (١)
أبو الحسن جمال الدين، تفقه على أخيه والشيخ خليل ويحيى الرهوني