يدرس ويقرر قول ابن الحاجب، وخرج في الجميع قولان فأشكل معناه على الطلبة وعسر عليهم فهمه، فقال له ابن زكري: أنا فهمته ثم قرره أحسن ما ينبغي فقال له الشيخ مثلك يشتغل بالعلم لا بالحياكة، وكانت أم زكري أيمًا فذهب إليها الشيخ ابن زاغو وحضها أن تحرض ولدها على طلب العلم فاشتغل حينئذ بالعلم فكان منه ما كان، وله تآليف كتأليفه في مسائل القضاء والفتيا وبغية الطالب في شرح عقيدة ابن الحاجب والمنظومة الكبرى في علم الكلام تنيف على ألف وخمسمائة بيت وغيرها، وله فتاوى كثيرة منقولة في المعيار وغيره.
توفي في صفر سنة تسع وتسعين وثمانمائة، قاله الونشريسي في وفياته، وقال تلميذه أحمد بن أطاع اللَّه: توفي سنة تسعمائة وأخذ عنه خلق من أجلهم الإمام أحمد زروق والخطيب العلامة محمد بن مرزوق حفيد الحفيد، والشيخ العالم أبو عبد اللَّه الإمام محمد بن العباس وغيرهم، ووقع له منازعة ومشاحة مع الإمام السنوسي في مسائل كل يرد على الآخر، لولا خوف الطول لذكرنا بعضها.
١٢٥ - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي الشهير بزروق (١).
الإمام العالم الفقيه المحدث الصوفي الولي الصالح الزاهد القطب الغوث العارف باللَّه الحاج الرحلة المشهورة شرقًا وغربًا ذو التصانيف العديدة والمناقب الحميدة والفوائد العتيدة، قد عرف بنفسه وأحواله وشيوخه في كناشته وغيرها، فقال: ولدت يوم الخميس طلوع الشمس ثامن وعشرين من المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة، وتوفيت أمي يوم السبت بعده وأبي يوم الثلاثاء بعده كلاهما في سابعي، فبقيت بعين اللَّه بين جدتي الفقيهة أم البنين فكفلتني حتى بلغت العشر وحفظت القرآن وتعلمت صناعة الخرز ثم نقلني اللَّه بعد بلوغي سادس عشر إلى القراءة فقرأت الرسالة على الشيخين: على السطي وعبد اللَّه الفخار