من علمي البيان والغريب والقافية والعروض والفقه، مع الوقوف على واضحة الجادة من المشهور.
يحوط بصلب العلم عن اتباع الرخص ويغني بواضح السنة عن البدع، ويطلع من كنه التصرفات الاجتهادية عن الغاية إلى القيام على الأصلين قيامًا سلب به الفخر الإمامة وطوق به أبا هاشم وأباه الملامة -اهـ- ملخصًا.
لأنه أطال في تعريفه وتحليته في عدة أوراق ثم قال وفاته فقد يوم المناجزة الكبرى بظاهر التقيرة الجاري على المسلمين فيها التمحيص العظيم صابرًا محتسبًا رابط الجأش ثابت القدم في ذلك الموقف الصعب، وقد طاشت الأحلام ودهشت الأعلام، عرض عليه بعض من معه التحيز بعد الوصول للمحلة من غير طرس [وقد] انكشف عنها المسلمون فأبى ذلك وقال له: لا يجوز لهم تجاوز محلتهم إذ هي الفئة المتحيز إليها فتركه وقد أقبل بوجهه على الكفرة القاصدة له يدافعهم بجهده، ورماحهم تنوشه وانصرف عنه الحاكي فكان آخر العهد به، وذلك في صدر المحرم عام ثلاثة عشر وثمانمائة- اهـ.
ومن تآليفه جزء كبير في الانتصار لشيخه الإمام الشاطبي والرد على شيخه الإمام أبي سعيد بن لب في الدعاء بعد الصلاة في غاية النبل والجودة، وستأتي ترجمة أخيه بعد ثمان تراجم.
٥٩٣ - محمد بن أحمد بن محمد بن عطاء اللَّه القاضي جمال الدين التنسي (١).
ولد القاضي ناصر الدين المتقدم، تولى قضاء المالكية يسيرًا، قال السخاوي: أظنه الذي غرق سنة أربع عشرة وثمانمائة مع جماعة منهم ابن وفاء والذي جزم به شيخه ابن حجر في أبناء الغمر ورفع الاصر أن الذي غرق من أولاد التنسي هو القاضي عبد اللَّه بن أحمد، واللَّه أعلم، وسيأتي أخو صاحب الترجمة واسمه أيضًا محمد.