كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج

من اسمه محمد - ٥٣٧ - محمد بن محمد بن غالب. - ص: 406

[٥٣٧ - محمد بن محمد بن غالب.]

أحد أصحاب أبي الحسن الصغير، نقل عنه في المعيار، ولم أقف على ترجمته (١).

٥٣٨ - محمد بن عبد السلام الهواري التونسي، قاضي الجماعة بها وعلّامتها وإمامها شيخ الإسلام الإمام المحقق المشهور (٢).

ذكره في الأصل وأثنى عليه، وقال خالد البلوي في رحلته: البحر المتلاطم الأمواج والنهل الذي يعذبه بقاع الوهاد والتلاع العجاج، نزلت بساحته متفرقات العلوم نزول الماء الثجاج، قاضي القضاة وإمام الفقهاء والنحاة، العالم العلامة قطب الشورى وعماد قدوة علماء الإسلام، نشأ في عفة وصيانة وتبوأ ذروة طهارة وديانة، وصعد من هضبة التقى على أعلا مكانة، لم تعرف له قط صبوة ولا حلت له إلى غير الطاعة حبوة، فالمسهب بها أوصافه سكيت وقاصد وهيهات يضرب في حديد بارد ومن رام بيده لمس الشمس وتعاطى برجله لحاق البرق.

وصرف همته العلية وفكرته الوقادة الزكية لانتحال فنون العلم وفتح مختومها فملك أعنتها وقاد أزمتها وأوضح أشكالها وحل أقفالها فهو وحيد الأوان وعلامة الزمان والمشار إليه بالبنان والبيان ما قرن به فاضل من العلماء إلا رحمه ولا ألقى إليه بسهم من العلوم إلا كشفه وأوضحه، عدلًا في أحكامه جزلًا من إقباله في فعله وكلامه، له صادقات عزائم لا تأخذه معها في اللَّه لومة لائم إلى نزاهة عن الدنيا وهمة نيطت بالثريا، وله فيها ترقرق ماء البشر فأحيا وحيا، سمعت في درسه أنيق الفوائد وأخذت عنه شرحه لابن الحاجب، مولده سنة ست وسبعين وستمائة، سمعت عليه جميع الموطأ، وقرأه هو على أبي العباس

---

(١) توشيح الديباج ص ٢٧٠.
(٢) ترجمته في معجم المؤلفين ١٠: ١٧١، إيضاح المكنون ١: ٣٥١، الأعلام ٦/ ٢٠٥، هدية العارفين ٥: ١٥٥، شجرة النور الزكية ص ٢١٠، وفيات ابن قنفذ ٥٤٣، رحلة البلوي ١/ ١٧٦ - ١٧٧، فهرس الرصاع ٨٦، درة الحجال ٢/ ١٣٣.