السالك" له ترجمة مليحة، وذكر أنه ألف في مناقبه "النفحة القدمية في الأخبار الساحلية"، وكذا عرف به في الإحاطة بترجمة حسنة جدًا تركناها خوف الطول.
[٥١٩ - محمد بن جعفر بن يوسف بن مشتمل الأسلمي.]
قال الحضرمي في فهرسته: شيخنا الفقيه القاضي الراوية الأفضل أبو عبد اللَّه، من أهل الخير متمعشًا في التوثيق، ولي قضاء غربي مالقة وناب في شرقيها. توفي عام ستة وثلاثين وسبعمائة، ولد في رجب عام ثمانية وستين وستمائة. أنشدني لأبي الحسن بن جبير بسنده إليه:
من اللَّه فاسأل كلّ أَمرٍ تريده ... فما يملكُ الإنسانُ نفعًا ولا ضرًا
ولا تتواضع للولاةِ فإنّهم ... من الكبر في حال يموج بهم سَكْرى
وإياك أن تَرْضى بتقبيل راحةٍ ... فقد قيل فيها: إنها السجدة الصغرى
- اهـ.
قلت: وعن سفيان الثوري تقبيل يد الإمام العادل سنة، وعن الحسن طاعة، وفي إحياء الغزالي: قبَّل أبو عبيدة بن الجراح يد عمر بن الخطاب فما أنكره، وقد ألّف في رخصة تقبيلها الحافظ أبو بكر بن العربي جزءً لطيفًا، واللَّه أعلم.
٥٢٠ - محمد بن عبد اللَّه بن راشد البكري نسبًا، القفصي بلدًا، نزيل تونس ويعرف بابن راشد شارح ابن الحاجب (١).
ذكره في الأصل، ونزيد هنا ما ذكره هو في نفسه، قال ملخصه: قرأت العربية والفرائض والحساب وأدركت بتونس جلة من النبلاء وصدورًا من النحاة والأدباء، فأخذت عنهم ثم تشاغلت بالأصول والفقه زمانًا، ثم رحلت إلى الاسكندرية في زمن الملك السعيد فلقيت بها صدورًا أكابر وبحورًا زواخر كقاضي القضاة ناصر الدين بن المنير، وكان ذا علوم فائقة، والكمال ابن التنسي يدعى مالكًا الصغير يدرس التهذيب، وقاضي القضاة ناصر الدين بن الأبياري