الخروج عن مذهبه، وقولكم: إن الصنفين سطروا الأقوال إلى قولكم بعيد أن يجمعوا على الخطأ فهو رد إجمالي ما تبين فيه نكتة مستندها الإجماع السكوتي وهي ما أشرنا إليه، وأما جواب القرافي فضعيف عند التأمل واللَّه أعلم، انتهت فتواه ملخصة فتأملها مع ما فيها من التحقيق، فبعض الشيء يؤذن بكله وربك الفتاح العليم.
٥٥٥ - محمد بن عبد اللَّه بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني (١).
الغرناطي، قرطبي الأصل أبو عبد اللَّه لسان الدين ويعرف بابن الخطيب الإمام الأوحد الفذ صاحب الفنون المنوعة والتآليف العجيبة ذو الوزارتين، قرأ القرآن على الشيخ الصالح أبي عبد اللَّه العواد، والقرآن والعربية على أبي الحسن القيجاطي وأبي القاسم بن جزي ولازم في العربية والفقه والتفسير ابن الفخار البيري، المجمع على إمامته في العربية المفتوح عليه فيها حفظًا واصطلاحًا ونقلًا وتوجيهًا بما لا مطمع فيه لسواه، وعلى القاضي أبي بكر وتأدب بأبي الحسن بن الجياب، وروى عن كثير كأبي عبد اللَّه بن جابر وأخيه أبي جعفر وأبي البركات ابن الحاج وأبي محمد بن سلمون وأبي عمر بن أبي جعفر بن الزبير وأبي الحسن التلمساني وأبي القاسم بن البنا والقاضي أبي عبد اللَّه المقري والخطيب ابن مرزوق وأبي عثمان بن ليون وأبي الحجاج المتشافري في خلق كثيرين.
وألّف تآليف عديدة أكثرها في الأدب والتاريخ والطب، منها كتاب الإحاطة في تاريخ غرناطة في ثمانية أسفار، وريحانة الكتاب في ثمانية أيضًا وكتاب المحبة في سفرين والصيب والجهام في مجموع شعره ومفاضلة مالقة وسلا ورسالة الطاعون، والتاج المحلى في سفرين وعائد الصلة في سفرين وصل بها صلة ابن الزبير ونفاضة الجراب في أسفار والبيطرة في سفر في محاسن
(١) انظر ترجمته في معجم المؤلفين ١٠: ٢١٦، فهرس الفهارس ١: ٢٨١، هدية العارفين ٢: ١٦٧، نفح الطيب ٤: ٢٤٤، والدرر الكامنة ٣/ ٤٦٩، الأعلام للزركلي ٧/ ١١٢، ونثير فرائد الجمان ص ٢٤٢، وفيات ابن قنفذ ص ٣٧٢، مقدمة كتاب الإحاطة للأستاذ محمد عنان.