للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٠ - محمد بن عبد الرحمن بن يعقوب الخزرجي الأنصاري الشاطبي (١).

الفقيه القاضي الصدر المتقن المحصل المجيد، له علم محكم وعقد صحيح مبرم، رحل للشرق وحج وكانت رحلته بعد تحصيله فزاد فضلًا إلى فضل ونبلًا على نبل، كان متثبتًا في فقهه لا يستحضر كثير النقل ولكن ما يحتاج إليه، عالمًا بالعربية وأصول الفقه مشاركًا في أصول الدين كشرح الجزولية، وكان أبوه قاضيًا وبيتهم بيت علم وقضاء وتوارث سودد، ولي قضاء بجاية فكان على سنن الفضلاء وطريق الأولياء العقلاء، قائمًا بالحق مع الصدق معارضًا للولاة لا يرى تقديم الشهود إلا عند الحاجة، فإذا حصل من تقع به الكفاية فلا يقدم سواهم لأن الكثرة مفسدة.

طلب منه الملك تقديم رجل فقال له مشافهة: إن شئتم قدمتموه وأخروني وكان إذا جرى الأمر في تحري الشهادة، ويجري ما قاله فيه القاضي أبو بكر بن العربي وغيره من أنها قبول قول الغير بغير دليل، يرى أن هذا أمر عظيم لا يليق أن يمكن منه إلا الآحاد الذين بأن فضلهم في الوجود، وكان يرى أن جنايات الشاهد في صحيفة من يقدمه لحديث "من سن سنة حسنة" وقد سئل من أولياء اللَّه؟ فقال: شهود القاضي لأنهم لا يأتون كبيرة ولا يواظبون على صغيرة، فإن كانت الشهادة بهذه الصفة فلا شيء أجل منها، وإن كانت خطة فلا شيء أخس منها، ولما كانت واقعة ابن مرين بطنجة عرض عليه أهلها أن يتقدم وأن يبايعوا فقال: واللَّه لا أفسد ديني، ولما توفي عجر القاضي بعده عن سلوك منحاه واقتفاء سننه. صح من الغبريني في تاريخ أهل المائة السابعة ببجاية.

٥٠١ - محمد بن شعيب الهسكوري (٢).

الفقيه العالم الفاضل والإمام المجتهد الجليل العابد أبو عبد اللَّه، من أهل العلم والعمل متفننًا في العلوم كالفقه والأصلين والتصوف، محصلًا


(١) انظر عنوان الدراية للغبريني ص ١١٥، نفح الطيب ٣/ ٣٧٢.
(٢) الظاهر أن ترجمته قد سقطت من عنوان الدراية (طبعة عادل نويهض).

<<  <   >  >>