من حفاظ المدونة القائمين عليها، توفي بعد السبعمائة. من خط بعض أصحابنا.
١٥٦ - أبو بكر بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت التنبكتي الأصل (١).
نزيل المدينة الشريفة، عمي الرجل الصالح الزاهد الورع المتقي الأواه الولي المبارك، نشأ -رحمه اللَّه ونفعنا به- خيّرًا صينًا ورعًا متواضعًا معروف الصلاح متين الدين مبرزًا فيه، لم يزل عن حاله ولا مال عن الاستقامة بل استمر على حالته المرضية من نشأته إلى وفاته، ارتحل للشرق وحج وجاور ثم رجع لبلاده فبقي نحو أربعة أشهر ثم رحل بأولاده وعياله للمدينة الشريفة فجاور هناك حتى مات فاتح إحدى وتسعين وتسعمائة، مولده عام اثنين وثلاثين، وهو أول من قرأت عليه علم العربية فنلت بركته ففتح لي فيه في مدة قريبة بلا عناء، وكانت له أحوال جليلة كثير الخوف والمراقبة للَّه والنصح لعباده يردف الزفرات بعضها بعضًا وطلب اللسان بالتهليل على الدوام، من خيار عباد اللَّه الصالحين ذوي المقامات العلية، مال إلى الزهد ورفض الدنيا والرغبة عن زهرتها مع ما أوتي أهل بيته حينئذ من الرئاسة والدولة، ما رأيت قط مثله ولا من يقرب منه في معناه، له تآليف صغار في التصوف وغيره منها: معين الضعفاء في القناعة وغيره.
(١) هو أخو محمد بن أقيت (شجرة النور الزكية ص ٣٧٨).