للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

سكن اشبيلية، قال ابن الأبار: أخذ القراءات عن أبي الحسين بن عظيمة والعربية عن الشلوبين ورحل آخر سنة اثنين وستمائة فدرس الفقه على أبي الحسن الأبياري وأبي العزّ الشافعي المعروف بالمقترح ولقي أبا الحسن بن مفضّل المقدسي فتفقه عنده وسمع الترمذي على أبي شجاع زاهر ابن رستم الأصبهاني وحج، وكان همه الدراية دون الرواية، وعاد للأندلس فدرس الأصول ومذهب مالك ثم انتقل لسبتة فأخذ عنه من كان بها (١) من أهل الفهم والتيقظ والاستنباط الحسن، له أجوبة في مسائل تدل على نباهته ومتانة علمه، وكان لا يخبر بمولده إذا سئل عنه ويقول: "مالك يكره للإنسان التعريف بسنِّه"، حدّث عنه من أكابر أصحابنا أبو عبد الرحمن بن غالب وغيره.

وقال أبو القاسم بن الشاط في مشيخة شيخه ابن أبي الربيع: ومنهم الشيخ الفقيه الحاج العالم الفاضل الورع الأصولي الماهر العارف المحقق أبو محمد بن ستاري، أخذ بالأندلس عن جده وغيره ورحل وحج ولزم في رحلته الشمس الأبياري وأبا العز المقترح وأخذ عنهما وعن غيرهما، ثم رجع للأندلس فاستقر بإشبيلية إلى أن خرج بخروج أهلها لسبتة فتوفي بها يوم الاثنين تاسع صفر عام سبعة وأربعين وستمائة (٢). ومولده في سنة خمس أو ست وسبعين وخمسمائة، قرأ عليه ابن الربيع في المستصفى وغيره وأجازه التهذيب، وحدثه به عن الأبياري- اهـ.

قلت: وله كلام حسن في غاية التحقيق نقله عنه ابن فرحون في أوائل التبصرة.

٢٣٣ - عبد اللَّه بن أحمد بن عيسى (٣).

عرف بابن الطير الشيخ الفقيه القاضي الأعدل الأصولي، له علم بالفقه وأصوله ونزاهة ورياسة وعلو همة، ولي قضاء بجاية كرهًا، ولا استقر فيها تخير


(١) في التكملة: ثم انتقل إلى سبتة فاقرأ بها، وأُخذ عنه. وكان من أهل الفهم والتيقظ والاستنباط الحسن.
(٢) في التكملة: وفاته سنة ٦٤٦ هـ.
(٣) ترجمته في عنوان الدراية ص ١٩٤ طبعة رابح بونار، ص ٢٢١ طبعة عادل نويهض.

<<  <   >  >>