للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

له في البلاغة والبراعة بالسبق والتبريز، برع في الأدب والتصوف ونبغ في المعقول والمنقول، مع نفس عصامية وفكرة إياسية، انقبض في منزله بعد وفاة أصحابه على عبادة ربه، إلا عن محتاجى إفادته فتراكم الخلق عليه، فمجلسه بتونس مجتمع أصناف أهل العلم أولى التقى والفهم، فهو اليوم كعبة العلوم حببه اللَّه للأنفس، مع صدق مصاحبة وحسن مداعبة وكثرة خشية ومراقبة إلى قريحة وفطنة وقادة نقادة وخوض في العلوم الشرعية والطبيعية والمشارب الذوقية والعطايا الحاتمية، والزهد في الدنيا الدنية وإجابة الدعوة والخلق من الزهد والنخوة، لازمته لما رأيت من نجاح دعوائه، قلت له: يا سيدي علم اللَّه أني أحبك فقال لي: أبشر فإني رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في النوم فقال لي: يا محمد رزقك اللَّه التقوى وحببك إلى خلقه وجعل من يحبك من عباده المؤمنين، قال: فمن علمت أنه يحبني علمت أنه من المؤمنين. مولده في ثاني عشرين ربيع الثاني عام اثنين وثمانين وستمائة -اهـ- ملخصًا.

٥٤٤ - محمد بن أحمد بن شاطر المراكشي (١).

قال المقري: صحب أبا زيد الهزميري كثيرًا وابن البنا وغيرهما ورزق بصحبة الصالحين حلاوة القبول فلا تكاد تجد من يستثقله، وربما سئل عن نفسه فيقول: ولي مفسود، قلت له يومًا: كيف أنت؟ فقال محبوس في الروح وقال: الليل والنهار حرسيان أحدهما أسود والآخر أبيض قد أخذ بمجامع القلوب إلى يوم القيامة، وأن مردها إلى اللَّه، وسئل عن العلة في نضارة الحداثة، فقال: لقرب العهد باللَّه قيل له: ففيم تغير الشيوخ؟ قال من بعد العهد من اللَّه وطول صحبة الشياطبن فيل: ففيم نتن أفواههم؟ قال من كثرة ما تفل الشياطن فيها- اهـ. بنقل ابن الخطيب في الإحاطة، وكان حيًا سنة سبع وخمسين وسبعمائة.

٥٤٥ - محمد بن أحمد بن أبي عفيف المكناسي أبو عبد اللَّه (٢).

قال ابن الخطيب في نفاضة الجراب: كان ففيهًا عدلًا خيرًا متصدرًا


(١) ترجمته في الاحاطة ٣: ٢٦٩، نفح الطيب ٥/ ٢٤٨، نثير الجمان ٤٣١، جذوة الاقتباس ١/ ٣٠٢.
(٢) الروض الهتون ص ١٨.

<<  <   >  >>