التوضيح، وكنت سببًا في جمعه بعد موته فجاءت في مجلدين لطيفين بعد أن صمم وارثه على الامتناع من ذلك فعمّ النفع به، ونسب إليه تقييد على المحلي شارح السبكي جرد من خطه، وعلى شرح السعد للعقائد وعلى شرحه أيضًا للتصريف الغزي وشرح خطبة المختصر.
ودارت عليه الفتوى بمصر بعد موت أخيه لإشارته له بذلك وكتب قليلًا في حياته واستفتى من سائر الأقاليم في العلوم العقلية والنقلية، وكان حافظًا لناموس العلم لا يدخل بيت أمير ولا غيره بل صلى نائب السلطان الجمعة بجامع الأزهر وطلب الاجتماع به فأرسل إليه لا يأتيني ويزكني أدعو له في موضعي، ولم يجتمع به وامتنع من الولاة والدخول في دنياهم.
وتجرّد في آخر عمره عن الدنيا وفرق ماله بيده على أماثل طلبة الفقراء لوجهه تعالى، وأنكر على من حسّن له إبقاءه بيده خوف الفقر في آخر العمر وقال: تريد أن تغشني في آخرتي وأعرض عنه.
وبالجملة فهو آخر من انتهت إليه رياسة العلم بمصر ممن رأيناه لم يبق من أهل المذاهب المخالفة وغيرهم إلا من طلبته وطلبة طلبته. توفي في شعبان سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، مولده كتبه بخطه سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة وكثر النفع به لطول عمره وجميل صبره على الطلبة من المذاهب الأربعة في العلوم العقلية، فشيوخ الوقت كلهم من طلبته، وطلب وكيل السلطان الاجتماع به فقال: إن عدل عن الاجتماع بي دعوت له وإلا فلا -اهـ- ملخصًا.
قلت: وأخذ عنه شيوخنا كسيدي والدي أحمد بن أحمد وسيدي القاضي العاقب أجازه جميع ما يجوز له، وشيخنا الفقيه محمد بغيع وأخيه أحمد، والحمد للَّه تعالى.
[٧٢٦ - محمد أبو السعادات بن أبي القاسم.]
أحمد بن الشيخ عبد القادر المكي، من فقهائها نقل عنه عصريه سيدي الحطاب في شرح المختصر، ثم رأيت في بعض تقاييده أنه أخذ عن جده