للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحل المشكل وإيضاح المقفل ويقول: حقيقة الإقراء تصحيح المتن وحل المشكل وزيادة غيره ضررها بالمتعلم أكثر من نفعها، ويحكيه عن ابن عرفة أو غيره، كان سهل الخلق ذا ذهن ثاقب وتواضعٍ، مواظبًا على وظائف العبادات معمور الأوقات بالأوراد مستمر الإقراء دائمًا صباحًا ومساءً كثير الإفادات والإنشادات، ورأينا له من صالح الحالات وإجابة الدعوات وعموم البركات ما هو معروف للصالحين.

قرأت عليه صحيح البخاري مع بحث وعربية ومعنى وأربعينيات النووي والتهذيب ورجز التلمساني والونشريسي في الفرائض والخزرجية في العروض ومغني ابن هشام وقوانين ابن أبي الربيع في النحو وتنقيح القرافي وبعض شرحه وتشوف التادلي وشرح صغرى السنوسي وغيرها، وسمعت تفسير ابن عطية وغيره وحكم ابن عطاء اللَّه وشرحها ومختصر ابن الحاجب وخليل والألفية واللامية. ولا أشرف على معترك المنايا صرف أكثر عنايته لصالح الأعمال فامتطى الليل جملًا وبلغ في طاعة ربه أملًا فلا يزال لسانه رطبًا بذكره تعالى وقلبه منيبًا مع التزهيد في الدنيا ومعاناة شاق الأعمال حتى توفي ليلة الخميس حادي عشرين من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وتسعمائة، مولده آخر يوم من ذي الحجة سنة اثنين وتسعمائة.

٧٣٠ - محمد بن محمود بن عمر بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحيى الصنهاجي قاضي تنبكت (١).

كان، رحمه اللَّه، على ما أخبرني به والدي، ذا فهم ثاقب وذهن صاف واقد، فهامًا دراكًا من دهاة الناس وعقلائهم، تولى القضاء بعد أبيه فساعدته السعادة فنال ما شاء من دولة ورياسة تفيأ منها ظلًا ظليلًا واكتسب من الدنيا عريضًا وطولًا، له تعليق على رجز المغيلي في المنطق. أخذ عنه والدي البيان والمنطق وتوفي في صفر سنة ثلاث وسبعين، السنين مولده سنة تسع وتسعمائة.


(١) انظر ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢٨٤.

<<  <   >  >>