ومن تآليفه تعليق صغير على المدونة وشرح جليل على الحوفية وتعليق على ابن شاس فيما خالف فيه المذهب، ذكره تلميذه ابن عرفة عنه قال الأبي: كان السطي ممن يقتدى به وذكر شيخنا ابن عرفة أنه رآه إذا عطس السلطان لا يشمته بشيء لا برحمة ولا دعاء قال ابن عرفة: فكنت أقول سرًا: يرحمك اللَّه لأخرج من عهدة الرد في مثل هذا المحل ومن الضر للسطي، واللَّه أعلم بما يتقي من ذلك- اهـ.
فائدة:
كان السطي يقول في قول ابن الحاجب: والثمن والسدس والثلث من أربعة وعشرين لا يصح هذا، إذ لا يجتمع الثلث والثمن في فريضة، وسبقه لهذا الوهم صاحب المقدمات، قال العلامة المقري: وسألت عنه ابن النجار فقال لي: إنما أراد المقام لأنه يجتمع مع الثلثين والانصاف أنه لا يحسن التعبير بما لا تصح إرادة نفيه عن غيره، فالوجه أن يقول الثلثان أو مقام الثلث إنما يدخل هنا تقدير إلا تحقيقًا كما في الجواهر، وفي باب مدبر الحوفية موافقه لعدد لا يوافقه فهو من باب الفرض وعليه ينبغي حمل كلام ابن الحاجب- اهـ.
٥٤١ - محمد بن الصباغ الخزرجي المكناسي (١).
قال ابن خلدون: وكان مبرزًا في المنقول والمعقول عارفًا بالحديث ورجاله إمامًا في معرفة كتاب الموطأ واقرائه، أخذ العلوم عن مشيخة مكناسة ولقي شيخنا أبا عبد اللَّه الابلي ولازمه وأخذ عنه العلوم العقلية فاستفاد بقية طلبه عليه فبرز آخرًا، واختاره السلطان فاستدعاه ولم يزل معه حتى هلك غريقًا في ذلك الأسطول- اهـ.
يعني أسطول أبي الحسن آخر سنة خمسين وسبعمائة، قال الشيخ ابن غازي في الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون: كان ابن الصباغ المذكور