لمذهب مالك، ثم رحل للشرق ولازم الاشتغال وأقام بالاسكندرية ثلاثًا وعشرين سنة، ثم رجع لتونس وظهر حاله ودرس عليه الناس وانتفعوا ثم عرض عليه القضاء فامتنع فأكره فأشار عليه بعض أصحابه أن يتصرف في أموره التصرف الشرعي ليكون سبب عزله فكان كذلك، ولي ولده القيروان فوقعت المعارضة بين المكاسين وبعض أهلها فدعي إليه فقال ليس في الشريعة مكس وضرب المكاس وضيق به فأنهى الأمر إلى الولاة بحاضرة أفريقية فأمروا بعزله وقالوا: لا يصلح للولاية فوصل سريعًا مكرمًا. صح من عنوان الدراية.
[٥٠٢ - محمد بن علي بن معلي القيسي السبتي.]
صاحب المناسك المشهورة، قال صاحب الكوكب الوقاد: هو الفقيه الإمام المتفنن المحقق الأعرف المعظم العامل الخاشع العالم الخاشي التقي الورع أبو عبد اللَّه، كان في الدولة العزالية معظمًا عندهم متبركًا بدعائه، ومناسكه تدل على مكانه من العلم، وقد اشتهرت في البلاد وانتفع بها الناس، وتوفي سنة واحد وستمائة -اهـ- ملخصًا.
٥٠٣ - محمد أبو عبد اللَّه الهزميري (١).
الشيخ الصالح العالم الزاهد الولي العارف باللَّه، أخو أبي زيد الولي المتقدم، وهو أسن منه، كان من الفقهاء المتصدرين للإقراء والتدريس قال ابن الخطيب القسنطيني: حدثني ثقات أنه كان يومًا يتكلم على مسألة في مجلس إقرائه فتكلم رجل من طرف الحلقة فيها معه فلم يجبه والرجل لا يُعرف وعليه مرقعة، فنظر إليه الحاضرون استهزاءً فقال له الرجل: يا فقيه أدرك أُمَّك فقد حضر أَجلُها ثم قال: اللَّه فطار في الهواء، فعجب الحاضرون من ذلك، فقام ضجيج في المسجد وغُشي على الشيخ ساعة وانصرف إلى منزله فوجد أمه منتظرة [إياه]، وكانت من الصالحات فقالت: يا ولدي حضر أجلي وأردت حضورك وأعياني انتظارك، فجلس عندها حتى قبضت، ولما فرغ من دفنها