حيان وغيره وأخذ عن الشيخ خليل وحدّث، وكان عارفًا باللغة والعربية بارعًا فيهما كثير الحفظ للشعر سيما الشواهد، قوي المشاركة في الأدب، قال السيوطي: قال بعضهم: تفرد على رأس المائة الثامنة خمسة بخمسة: البلقيني بالفقه والعراضي بالحديث والغماري هذا بالنحو والشيرازي صاحب القاموس باللغة وابن الملقن بكثرة التصانيف، وتوفي في شعبان سنة اثنين وثمانمائة وولد في ذي القعدة سنة عشرين وسبعمائة- اهـ.
قلت: ويزاد على الخمسة فيقال: وابن عرفة بجمع العلوم والتحقيق والشريف الصقلي بمعرفة الطب. وممن أخذ عن الغماري الكمال الدميري الشافعي والإمام ابن مرزوق الحفيد في شعبان الأثاري وغيرهم.
٥٧٧ - محمد بن محمد بن عرفة الورغمي (١).
التونسي، إمامها وعالمها وخطيبها الإمام العلامة المحقق القدوة النظار شيخ الإسلام العالم المبعوث على رأس المائة الثامنة حسبنا ذكره السيوطي في نظمه، عرّف به في الديباج وأثنى عليه غاية، ولنذيله بما قال غيره، قال الشيخ الرصاع: هو شيخ الإسلام الإمام الأعلم الصالح القدوة الفهامة البركة الحاج الأنزه الأكمل، كان والده خيرًا صالحًا متعبدًا، جاور بالمدينة الشريفة، على ساكنها الصلاة والسلام، ولازمها حتى توفي.
كان يدعو آخر الليل لولده بعد تهجده ويصلي على النبي وسلم عليه ثم يقول: يا نبي اللَّه محمد بن عرفة في حماك يقوله في كل ليلة، فصحبه اللطف الجميل في حياته، وظهر عليه آثار البركة بعده، وكان أبوه صاحب جد وولاية يناول عصى الخطيب لولي اللَّه خليل المكي فإذا ناوله يقول: يا سيدي ادع لمحمد ولدي، فكان له بذلك الكرامات، كان الشيخ، رضي اللَّه عنه،