للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على خليل لطيفة لا تخلو في بعض المواضع من نكتة.

٣١١ - عبد الرحمن بن الحاج أحمد المغربي الطرابلسي (١).

الشهير بالتاجوري، وقال البدر القرافي: شيخنا العالم العامل الناسك صاحب الحقيقة والطريقة، دخل لبلاد الروم في دولة السلطان سليمان وعرف لغتهم ولا يتكلم بها إلا ضرورة، له اعتناء بالتهذيب والرسالة، أخذ الفقه عن الأخوين بن شمس الدين اللقاني وناصر الدين وغيرهما وهو علامة الزمان في علم الميقات على الاطلاق، يدرس في الموطأ والتهذيب والرسالة، قريء عليه يومًا قولها: "وإنه فوق عرشه المجيد" فذكر ما قيل في الاعتذار بأن لفظة بذاته دسّت على الشيخ في كتابه فأنكره بعضهم قائلًا: كل عبارة اعترضت يمكن الجواب عنها بذلك فلا يبقى على صاحب عبارة اعتراض فغضب الشيخ وقال: هذا إمام مجمِع على جلالته لم يوصف بشيء مما يوهمه هذا اللفظ ثم التفت للسائل منكرًا عليه فقال: تسكت وإلا أتكلم وكرره فقال له الطالب لوجه اللَّه لا تتكلم فأغلق الشيخ الكتاب وذهب مغضبًا، ثم سئل الطالب بعد ذلك فقال: خشيت فوت الدرس وأنا جنب فحضرت الدرس في المسجد جنبًا فزجرني الشيخ كما رأيتم. توفي قريبًا من الستين وتسعمائة- اهـ.

قلت: لقيه والدي وشيخنا محمد لما حجّا وحضر شيخنا درسه، رحمهم اللَّه تعالى ونفعنا بهم بمنه.

٣١٢ - عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الدكالي (٢).

الفقيه الموثق الأستاذ الواعظ أبو محمد، أخذ عن أبيه العباس الزقاق وأستاذ الجبال وابن هارون وعبد الواحد الونشريسي ودرس في الرسالة في أول شبابه عام أحد عشر، له فيها مزيد على معاصريه يضرب مسائلها بعضها ببعض، قوي الحفظ يستحضر نصوصها ويطرز مسائله بنصوص تحرير المقالة لابن غازي والمنهج المنتخب للزقاق ويعظ ويخضع له الناس، مجلسه منور


(١) انظر ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢٨٠.
(٢) انظر ترجمته في درة الحجال ٣: ٩٨.

<<  <   >  >>