الروم سنة ثلاث وستين وستمائة، وولى قضاء غرناطة ثم صرف، مات بمالقة بفالج سنة أربعين وستمائة. مولده سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
[٧٨٣ - يحيى بن أحمد بن خليل بن إسماعيل بن عبد الملك السكوني، لبلي يكنى أبا بكر.]
قال ابن الأبار: سمع أباه أبا العباس وأبا بكر بن الجد والسهيلي وغيرهم مع ابن خروف وروى عن ابن بشكوال، كان عالمًا بأصول الفقه والكلام مقدمًا فيها أديبًا، له حظ من النظم والنثر خطيبًا مفوهًا، يشارك في العربية متحققًا بمعرفة الشروط، ولى قضاء الجزيرة الخضراء ثم شريس ثم جيان زمنًا طويلًا ثم صرف عنه وأقبل على التدريس، أخذ عنه جماعة وفيه بعضهم يقدم النزة في أحكامه. توفى في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وستمائة ونيف على السبعين- اهـ.
وقال غيره: جلس للتدريس بإشبيلية فكان مجلسه أحفل مجلس وأجمعه لأشتات المعارف، شرح مستصفى الغزالي وقيّد على تفسير الزمخشري كتابًا سماه بالحسنات والسيئات أبدى فيه مستظرف غرائبه البيانية وطرقه الاعتزالية، وله تقييد في الرد على ابن خروف في رده على المتكلمين وغيرها. وأخذ عنه كثير من الطلبة، وله تقدم في الأصلين والخلاف والأدب والكتابة والشعر ورياسة في البلاغة والفصاحة، يخطب بديهًا ويتكلم عند السلاطين في مصالح الجمهور فيأتي بعجائب. توفي سنة ست وعشرين وستمائة- اهـ.
٧٨٤ - يحيى بن أبي الحسن اللفتني الأندلسي أبو زكرياء (١).
قال الغبريني: شيخ جليل حافظ رحل لبجاية واستوطنها وأقرأ وأسمع، أخذ عنه عبد اللَّه بن عبادة وكان جلوسه بالجامع الأعظم في عشر الثلاثين وستمائة، ووقعت مسألة حينئذ بمجلس أبي الحسن الحرالي في حكم الغسلات الثلاث فحكى الشيخ عنه أن بعض العلماء قال بوجوب جميعها فبلغ صاحب الترجمة هذا فأنكره فقهًا ونقلًا فذكر أن الشيخ أحال نقله على شرح البخاري
(١) انظر ترجمته في عنوان الدراية ص ٢٦٠، وفي نسخة خ ح من الكفاية ص (٤٧٦): أنه ابن أبي الحسن.