للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

غيره لكثرة نوره، ولم يكن غيره يجاريه، وقد كان بعض فضلاء العلماء من أهل البحث والنظر والاشتغال في العلوم العقلية المرجوع إليه فيها عمل على درس يقرأ على الشيخ ثلاثة أيام، ثم جاء لدرس الشيخ وتكلم معه فقطعه الشيخ عاجلًا. وأخبرني القاضي نجم الدين حمزة، من أصحابه، أنه يرى النور يخرج من فيه إذا تكلم ويظهر على ساعديه إذا حسرهما- اهـ.

وذكر الشيخ كمال الدين الشمني قال: سمعت شيخنا الحافظ أبا الفضل العراقي يقول: لم أر قط جنازة أكثر جمعًا من جنازة الشيخ عبد اللَّه المنوفي، وذلك أنه صادف اليوم الذي خرج فيه أهل مصر يدعون ربهم لما كثر الفناء، قال العراقي: وكان الناس إنما خرجوا في الحقيقة لأجل جنازة الشيخ، ثم قال: رأيت بعد ذلك في مناقب الشيخ الذي جمعها تلميذه الشيخ خليل، قال: لما حصل الفناء وأراد الناس أن يخرجوا ليدعوا ربهم جئت إلى الشيخ وطلبت منه الحضور مع الناس قال لي: نعم أكون معهم في ذلك اليوم، ولكن لا أظهر، فكان ذلك يوم موته، ففهمت أنه أشار إلى خفائه عنهم بالكفن. صح من تاريخ مصر للسيوطي.

قلت: وقد وقفت على المناقب المذكورة في جزء، ثم أخذ مع ما أخذ من كتبي في الواقعة التي وقعت بنا على يد محمود زرقون. ومن شيوخه الشيخ ركن الدين بن القوبع التنسي والشرف الزواوي وأبو عبد اللَّه بن الحاج وغيرهم، ذكره خليل في الجزء المذكور.

٢٤١ - عبد اللَّه بن محمد بن أبي القاسم بن علي البر التنوخي (١).

أبو محمد، قال الشيخ خالد في رحلته: هو الشيخ الفقيه الخطيب ابن الشيخ الفقيه، من بيت علم وأدب ومجد وحسب، قطفوا ثمار الجد من غرس العلى وإليهم الرتب والمنتهى، فهم لباب مجد عزة أنفس وذكاء ألباب، ما منهم إلا عالم أوحد لا ينعت ولا يحد، والقاضي أبو القاسم به سفر مجدهم وهو


(١) ترجمته في معجم المؤلفين ٦: ١٣٨، الأعلام للزركلي ٤: ١٢٦، الحلل السندسية في الأخبار التونسية ص ٣٤٤.

<<  <   >  >>