للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عزر بالحبس وغيره، واتفق أن ابن أبي القاسم المذكور مات مقتولًا، يقال ناله ذلك من جهة حكمه وهو بمحراب جامع الزيتونة من صلاة الصبح يوم الخميس تاسع صفر سنة سبع وأربعين (١) وثمانمائة- اهـ.

قلت: ومن شيوخه أبو يوسف يعقوب الزغبي، وأخذ عنه هو أبو القاسم بن ناجي ونقل عنه في شرح المدونة، ووقع في زمن القاضي يعقوب الزغبي مسألة في رجل أوصى لأول ولد يتزايد عند ابنته فولدت ولدًا ميتًا فاختلفت فتواهم حينئذ وبقيت المسألة حتى تولى صاحب الترجمة القضاء فحكم فيها بأن المراد أول ولد يولد حيًا لأن القصد بها النفع ولا ينتفع بها إلا من كان حيًا- اهـ.

قلت: وقد ذكر الشيخ حلولو هذه المسألة في شرح خليل فانظره.

٤٦٩ - قاسم بن عيسى بن ناجي (٢).

أبو الفضل وأبو القاسم شارح المدونة والرسالة الشيخ العالم الفقيه الحافظ الزاهد الورع القاضي، أخذ بالقيروان عن الشبيبي وغيره، وعن ابن عرفة وكثير من أصحابه كأبي مهدي الغبريني والأبي والبرزلي ويعقوب الزغبي وأبي القاسم السلاوي وأبي عبد اللَّه الوانوغي وقاسم القسنطيني، وعن القاضي أبي عبد اللَّه بن قليل الهم والفقه عمر المسراتي القيرواني وأبي علي السواني وأبي عبد اللَّه بن محمد بن بندار المرادي القيرواني والقاضي أبي عبد اللَّه بن أبي بكر الفاسي القيرواني وغيرهم، ولي القضاء بمواضع كباجة وجربة وقيروان، وكان معه تفقه عظيم وقيام تام على المدونة واستحضار للفروع، له شرح الرسالة حسن مفيد، ويذكر أن المخيلي بالغ في الثناء عل هذا الشرح ويقول له المهذب، وشرحان على المدونة الشتوي في أربعة أسفار والصيفي في سفرين، أخذ عنه الشيخ حلولو وغيره. توفي سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، قاله الونشريسي في وفياته.


(١) في الضوء اللامع: يوم الخميس تاسع عشر صفر سنة ست وأربعين.
(٢) ترجمته في شجرة النور الزكية ٢٤٤، البستان ١٤٩، درة الحجال ٣/ ٢٨٢.

<<  <   >  >>