شخص لأبي الحسن ابن حرزهم فقال له: رأيت في النوم شمعتين واحدة بعدوة الأندلس وأخرى بالقرويين فقال له أبو الحسن: التي بعدوة الأندلس ضوؤها أكثر فقال نعم فقال له تلك أبو خزر والأخرى أنا، وقلة ضوئها لما أنا عليه من كثرة المزاح مع الناس- اهـ.
٨٠٢ - يسكر أبو محمد بن موسى بن الجرائي فقيه فاس (١).
قال ابن الخطيب القسنطيني: كان شيخًا فقيهًا صالحًا شهيرًا، أخذ عن أبي خزر يحلف الأوربي وأخذ عنه أبو محمد صالح الهسكوري الذي ينسب إليه شرح الرسالة، وحدث عن بعض الأولياء قال: طلبنا التوفيق فوجدناه في إطعام الطعام، ودخل أيضًا يومًا جامع فاس وليس فيه قنديل فأضاء منه الجامع حتى صلى وخرج وعاينه الناس. توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
وقال التادلي صاحب أبي الحسن بن حرزهم: وكان ورعًا فاضلًا مجتهدًا صائمًا، إذا دخل رمضان طوى فراشه واجتهد، وكان لا يأكل طعام السوق وإذا احتاج للحم بعث لماشيته فيؤتي بكبش فيذبحه -اهـ- ملخصًا.
* * *
وليكن هذا آخر ما أردنا وضعه واخترنا جمعه بعون اللَّه تعالى منتقى من عدة كتب ككتاب التشوف في رجال التصوف للتادلي، وذيل ابن الأبار لصلة ابن بشكوال، وتاريخ ابن الزبير، ورحلتي العبدري، وأبي القاسم التجيبي، ومشيخة الإمام المقري وفوائده، وتاريخ المدينة لابن فرحون، ورحلة خالد القتوري، وفهرست صاحبه أبي عبد اللَّه الحضرمي بخطه، والإحاطة لابن الخطيب السلماني، وتاريخ ابن خلدون، وفهارس أبي زكرياء السراج، وابن الأحمر، والمنتوري، ومرويات الإمام ابن مرزوق الحفيد، والكوكب الوقاد فيمن دفن بسبتة من العلماء والزهاد، ورحلة ابن الخطيب القسنطيني ووفياته، ورحلة القلصادي، وأشياء من كناشة أحمد زروق، وفهرسة ابن غازي، والروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون له في كراسين، وتاريخ النحاة، وتاريخ مصر كلاهما للسيوطي،
(١) انظر ترجمته في ألف سنة من الوفيات ص ٦٧. وجذوة الاقتباس: ٥٧، ٥٨، ٧٠، ٧٢، ١٧٧ وشجرة النور الزكية ١٦٥ واسمه فيه: "يشكر الجراوي" وفي شرف الطالب لابن القنفد: "يسكر الجرواوي".