للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما قدم قعد بسوق الكتب والشيخ بهاء الدين بن النحاس هناك ومع المنادي ديوان ابن هانيء، فنظر فيه ابن التوبع فترنم بقوله:

فَتَكاتُ لحظكِ أم سيوفُ أَبيكِ ... وكُؤوسُ خمركِ أم مراشفُ فيكِ (١)

فقرأ بنصب الجميع فقال له ابن النحاس: يا مولانا هذا نصب كثير فقال له بشدة: أنا أعرف ما تريد من رفعك على أنها أخبار مبتدءات مقدرة والذي ذهبت له أنا أغزل وأمد وتقريره "أقاسي فتكات لحظك"، فقال له: يا مولانا فلم لا تتصدر وتشغل الناس؟ فقال: وأي شيء هو النحو في الدنيا حتى يذكر!

وكان فيه بادرة واحدة (٢)، وكان يتردد إلى الناس من غير حاجة لأحد، ولا سعى منصب، وناب في الحكم في القاهرة ثم تركه قائلًا: يتعذر فيه براءة الذمة، وكان كثير التلاوة حسن الصحبة كثير الصدقة سرًا ولا يمل مطالعة "الشفاء"، لابن سينا كل ليلة، مع سآمة وملل. شرح ديوان المتنبي وغيره.

والقُوبع، بضم القاف فيما اشتهر على الألسنة، وقال هو بفتحها اسم طائر- اهـ.

قلت: هو من شيوخ الشيخ عبد اللَّه المنوفي، ذكره خليل في ترجمته.

٥١٣ - محمد بن حسن بن محمد اليحصبي (٣).

أبو عبد اللَّه، يعرف بابن الباروني من أهل تلمسان، وأخذ بفاس عن أبي الحسن الصغير وأبي زيد الجزولي والأستاذ يوسف الجزولي وأبي زيد الرجراجي، وحضر الموطأ على المزوغي، وكان من صدور الفقهاء، توفي بتلمسان ثالث عشر شوال سنة أربع وثلاثين وسبعمائة. هكذا كتبه لي صاحبنا محمد بن يعقوب الأديب -رحمه اللَّه- وفي مشيخته المقري محمد بن الحسين


(١) ديوان ابن هانيء ص ٩٤.
(٢) في البغية: وحدّة.
(٣) ترجمته في أعلام الجزائر ص ٨١.

<<  <   >  >>