٤١٢ - علي بن محمد بن منصور بن أبي القاسم بن المختار بن أبي بكر بن علي الجذامي الاسكندري أبو الحسن الشيخ زين الدين بن المنير شارح البخاري أخو ناصر الدين (١).
ذكره في الأصل وقصر فيه جدًا، وقال العبدري في رحلته: شيخنا الفاضل الفقيه العامل الكامل الرئيس الأوحد القاضي الجليل العدل، شرف الفقهاء والمفتيين واسطة قلادة المدرسين، صدر البلغاء ورأس الكتاب والناظمين وحيد العلماء وفخر المصنفين، ذو المآثر السنية والمفاخر زين الدين ابن المنير، بحر علم تفيض أمواجه، وغيث سماح لا يغيض لجاجه، متصرف في العلم وفنونه ومتحقق بتمييز أبكاره وعوانه، متسلط بثاقب ذهنه على استنباط عيونه.
وما رأيت من اجتمع له من حسن الحفظ وجودة اللفظ وذكاء الفهم ما اجتمع له ولا رئيسًا يجعل العلم قيد همته كما جعله، استظهر في صغره دواوين العلم ولم يتغير حفظه لها في كبره، مع ما منح من حسن الخلق وجميل العشرة وكمال الإنصاف، إلى طلاقة الوجه واليد واللسان.
وله اقتدار حسن على التأليف ومكنة في إجادته، شرح البخاري شرحًا مؤسس المباني محقق المعاني حسن العبارة، إن تم كان مفتاحًا يعوّل عليه في حل المشكلات ومصباحًا في إزاحة ظلام الشكوك، ولما وقف الشيخ الصالح رئيس العلم بمكة المحب الطبري عليه استحسنه وقرظه، وكذا العلم العراقي، وكان أخوه ناصر الدين تكلم على أربعمائة ترجمة مشكلة فحل اشكالها في تأليف، وسمعت شيخنا هذا يذكر تأليف أخيه ثم قال: لا يعدم فيما تخلص من تأليفنا هذا أربعة آلاف ترجمة كلها مشكل- اهـ.
(١) انظر ترجمته في: معجم المؤلفين ٧: ٢٣٤، هدية العارفين ١: ٧١٤، المشتبه ص ٦١٧، شجرة النور الزكية ص ١٨٨، برنامج الوادي آشي ص ١٥٨، وانظر رحلة العبدري ص ١٠٠ وحسن المحاضرة ١/ ٣١٧.