للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخط، مجموع الأدب، شاعرا مكثرا، تصرف أولًا في الكتابة، ثم قضاء وادي آشي وسبطة وبرجة وشوور في النوازل الحكمية والمسائل الأدبية وجرت بيني وبينه مباحث وانظار في مسائل القضاء والأحكام وتراسلنا مرارًا.

وثم الخضر بن أحمد المعافري من أهل المرية أبو العباس، روى عن عباد بن سرحان الشاطبي، ومات ابن سرحان عام ستة وخمسمائة، ذكره أبو العباس بن فرتون، وتوفي شيخنا أبو القاسم بن أبي العافية المذكور ببرجة وهو قاض بها آخر ربيع الأول عام خمسة وأربعين وسبعمائة وأنشدني لنفسه:

لَا تَرْجُ زَيْدًا وَعَمْرًا ... وَارْجُ الْعَمِيمَ الإفَادَهْ

فَزَيْدٌ رَهْنُ اعتلالٍ ... وَوَاوُ عَمْروٍ زِيَادَهْ

وفي المعنى قول بعضهم:

لا تَرْجُ سَعْدَ المُشْتَري ... وَلا تَخَفْ شُؤْمَ زُحَلْ

وارْجُ وَخَفْ رَبَّهُمَا ... فَهُوَ الَّذي مَا شَا فَعَلْ

انتهى ملخصًا.

[١٧٥ - خضر زين الدين البحيري الفقيه الفهامة]

كان فاضلًا صالحًا، أخذ عن قاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن بن قاسم الآتي، وعن بلديه الشيخ سليمان البحيري، وكان علّامة زمانه الناصر اللقاني يصفه بمعرفة دقائق مختصر خليل، وكان منجمعًا عن الناس طارحًا للتكلف متعففًا غير مكترث بالدنيا وأهلها، وبالجملة فهو أحسن وإن كان غيره أشعر، له حاشية على المختصر جمعها من شرح التتائي وغيره، وطرر حسنة على نسخته من المختصر، وتلك الطرر غاية في الدلالة على إحاطته بالكتاب، مع وجازة اللفظ والاعتناء بالنقول، وهي أحسن من حاشيته، هكذا عرّفه بدر الدين القرافي، ورأيت حاشيته بمراكش وكان طلبتها لا يشكرونها، واللَّه أعلم.

<<  <   >  >>