المتفنن المصنف الأوحد نادرة العصر، توفي سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة- اهـ.
وقال أبو العباس بن الخطيب القسنطيني: هو الشيخ الإمام العالم المحقق المدرس المفتي الصالح الشهير قاضي الجماعة ببجاية، شهير الذكر رفيع القدر، رقيق القلب غزير الدمعة، لقي أبا الحسن الصغير المغربي صاحب التقاييد، وتحدث معه في الفقه ورد عليه ملحونه، فلما فارقه أبو الحسن قال لأصحابه: بِمَ يدرك هذا؟ فقالوا له: بمعرفة فصيح ثعلب، قالوا: فحفظه في ليلة واحدة، ومجلس المسفر ببجاية معروف باجتماع الفقهاء والفضلاء والصلحاء، أخذ عن ناصر الدين المشذالي، وله املاء عجيب على بعض فرعي ابن الحاجب، وقصيدة بديعة سماها "فوائد الجواهر في معجزات سيد الأوائل والأواخر" مطلعها:
وشرحُ الأسماء الحسنى، وكلام عجيب في التصوف، وتقاييد في أنواع فنون العلم، وله شعر فائق وخط رائق، من فصحاء الفقهاء، وأجوبته في الفتيا تدل على مكانته العلية وسيادته السنية، يتولى قضاء حوائجه في السوق بيده، ولعلمه بل وأمانته وفصاحته يتوجه في رسائل السلطان. كثير التواضع والملاقاة، وهو على الجملة ممن يفتخر بلقائه. توفي سنة أربع وأربعين وسبعمائة -اهـ- ملخصًا.
أخذ عنه جماعة كمنصور الزواوي والخطيب ابن مرزوق والإمام المقري، باحثته واستفدت منه وسألني عن ضبط صحاح الجوهري، فقلت: منهم من يفتح ومنهم من يكسر فقال لي: إنما هو بالفتح بمعنى الصحيح، كما ذكره في باب الصحيح، وقال بعضهم: يحتمل كونه مصدر صح كجنان- اهـ.
٥٣٠ - محمد بن محمد بن سلامة (١).
الأنصاري التونسي الشيخ الفقيه العالم الصالح العابد، أخذ عنه العلامة
(١) ترجمته في شجرة النور الزكية ص ٢٠٩، ألف سنة من الوفيات ٣٢٠.