٤٦٤ - القاسم بن أبي بكر بن مسافر بن أبي بكر بن أحمد اليمني التونسي (١).
أبو القاسم، عرف بابن زيتون، ذكره ابن فرحون في الديباج وزيد هنا ما نصه: وقال العبدري في رحلته: ولقيت بتونس الفقيه الحسيب العالم الفاضل الكامل الزكي الرضي مفتي افريقية والمنظور إليه بها قطب أصولها وفروعها والمرجوع إليه في أحكامها غير مدافع ولا منازع أبو القاسم بن زيتون، وكلامه في المسائل كلام ممارس للعلم طويل الخدمة له، يدل على الخوض فيه غير هيوب ولا فرق، وحق له ذلك لأنه زاوله جمعًا وفرقًا وطلبه غربًا وشرقًا وخدمه من لدن شب إلى أن دب وأولع به ولوع متيم صب يحب بحبه كل منتم إليه ويعطف بكليته عليه، لم يتفرغ للرواية لكثرة شغله بالمسائل، رحل قديمًا للشرق فلقي جماعة من أحبار العلماء وأخيار الفضلاء وسمع منهم وأجازوه كالزكي المنذري والشرف المرسي وعز الدين بن عبد السلام، سمع تأليفه مختصر الرواية وقواعده المسماة مصالح الطاعات، والرشيد العطار وعبد الغني بن سليمان بن بنين والخسرو شاهي وغيرهم -اهـ- ملخصًا.
وقال التجيبي في رحلته: أبو القاسم السبتي صاحب الرحلة المشهورة، وكان عالمًا بارعًا محدثًا حافظًا متقنًا عارفًا بالحديث قيمًا على أنواعه ضابطًا ثقة. ولد عام ستة وستين وستمائة ورحل عام ستة وتسعين إلى الأندلس ثم للشرق ولقي جلة من العلماء الأكابر وأخذ عنهم، فمن شيوخه أبو بكر بن عبيدة وأبو القاسم بن الشاط وابن العماد وأبو القاسم القبتوري وأبو عبد اللَّه ابن شعيب والناصر المشذالي وابن دقيق العيد وأبو القاسم اللبيدي وعبد اللَّه الصودي الجدميوي العرضي في خلق ذكرهم في رحلته، وهو كتاب نفيس في ثلاث مجلدات فيها فوائد كثيرة سيما نكت الحديث وفنونه. توفي سنة ثلاثين وسبعمائة، أخذ عنه أبو عبد اللَّه الرعيني وعرّف به في فهرسته.
(١) انظر ترجمته في: درة الحجال ٣/ ٢٧٦، الحلل السندسية ١ - ٣ - ٦٨٤، برنامج الوادي آشي ٤٠، رحلة العبدري ص ٢٥٦.