الشرح ونهج السبيل، نفعنا اللَّه بهم ويرحم اللَّه الشيخ أبا عبد اللَّه بن الحباب، فإنه لما توفي القاضي ابن راشد -رحمه اللَّه- بتونس حضر جنازته الأعلام كابن هارون وابن عبد السلام وابن الحباب وغيرهم، وكان ابن عبد السلام وابن هارون مستندين إلى حائط جبانة، وجلس ابن الحباب إلى ظهر الحائط من الجانب الآخر ثم ترحم ابن الحباب على ابن راشد وذكر مآثره وتفننه في العلوم، وقال لو لم يكن من فضائله إلا ابتكاره لشرح ابن الحاجب [لكفى]. قال: وجاء هؤلاء السراق بعده، يشير إلى ابن عبد السلام وابن هارون فسرقوا كلامه ونسبوه لأنفسهم وأشار إليهما وهما يسمعان- اهـ. فرحمه اللَّه تعالى عليهم ونفعنا بهم.
٥٢١ - محمد بن عبد الستار أبو عبد اللَّه التونسي (١).
قال الشيخ خالد في فهرسته: وهو ثاني أبي الحسن المنتصر في الفضل والولاية والعلم، المستمع الرَّاوية العالم العامل خطيب جامعه الأعظم، إمام من أئمة الفروع والتفسير وسراج يقتدى به، انتمى من الفضل إلى أقصى أمده وكرع في بحره لا في ثمره، أصاب بأنوار معارفه البلاد وترادف على محله العلي القُصَّاد، وعلا سنه وسناه وبلغ من المعارف الدينية والأحاديث النبوية قصده ومناه، له جلالة السبق ومهابة الولاية والصدق، ومكانة القبول عند الخالق والخلق، زاهدًا في الدنيا وزهرتها يدرس العلوم من التفسير والحديث والفروع والأصول، لازمته وانتفعت به وشاهدت له كرامات ومقالات لا تصدر إلا عن مثله، رحل وحج فلما عاد لوطنه أعاد جميع صلوات سفره، وقد نيّف الآن على التسعين فما ضعفت له قط مواد العبادة، ولا تعطلت مدرسته عن دولته المعتادة -اهـ- ملخصًا.
[٥٢٢ - محمد بن أحمد بن ثعلب المصري.]
شهر بابن كشتغدي القاضي مدرس المالكية بمصر، أحد شيوخ ابن مرزوق الخطيب قال في مشيخته: قرأت عليه بمنزله جملة مختصرة، وشرحه على