للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

له، وأخذ القراءات عن أبي عمرو موسى بن حبيب، تولى القضاء وكان حافظًا للفقه صلبًا في الأحكام صادعًا بالحق، ولد سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وتوفي عام ستة وسبعين وخمسمائة، حدث عنه ابن قزمان وقرينه أبو القاسم ابن فرقد. صح من ابن الأبار.

٢٢٧ - عبد اللَّه بن محمد بن علي بن عبيد اللَّه بن سعيد بن محمد بن ذي النور الحجري (١).

من أهل المرية أبو محمد، سمع ببلده أبا محمد بن زغيبة، روى عنه صحيح مسلم، وأبا القاسم ابن ورد وأبا الحجاج ابن يسعون وناظر في المدونة على أبي الحسن بن نافع، ولقي بقرطبة من بقية أعلامها وخاتمة أئمتها أبا القاسم ابن بقي وأبا الحسن ابن مغيث وابن العربي، وبإشبيلية أبا الحسن شريحًا (٢) وابن حبيش، وقرأ على شريح صحيح البخاري وحضره هناك نحو ثلاثمائة من أعيان الطلبة وكان شريح انفرد بعلو الإسناد فيه لسماعه من أبيه وابن منظور عن أبي ذر فرحل إليه الناس لذلك وتزاحموا عليه فيه، وأجاز الحجري عياض وأبو جعفر بن الباذش والسلفي والإمام المازري وسمع من ابن العربي ما يزيد على مائة كتاب وسمع عنه كثيرًا.

وكان غاية في الصلاح والورع والعدالة والفضل الكامل، وكان ابن حبيش يقول: لم تخرج المرية أفضل منه مع عنايته بالرواية ومعرفة القراءات، خطب بجامع المريّة وطلب للقضاء فامتنع، ولما دخل مرسية دعي لولايات فزهد فيها ورغب في الخمول وضاقت حاله فرحل لفاس، ثم استوطن سبتة يقريء القرآن ويسمع الحديث فرحل إليه الناس للأخذ والسماع لعلو سنده ومتانة عدالته وضبطه وبصره بالحديث، وكان نظراؤه يصفونه بجودة الفهم، ودعي لمراكش للسماع عليه ثم استأذن في العود لسبتة فأذن له.


(١) التكملة، طبعة العطار ٢: ٨٦٥، وترجمة رقم ٢٠٨٠، وجذوة الاقتباس ص ٤٢٧، وفي الجذوة: ذي النون وكذا في تكملة الصلة.
(٢) في جذوة الاقتباس: أبو الحسن شريح بن محمد.

<<  <   >  >>