للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٦ - خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر المالقي ثم المكي مفتيها (١).

اسمه محمد واشتهر بخليل، قال الشيخ خالد البلوي في رحلته: من أعظم من لقيته بمكة قَدْرًا وأرفعهم خطرًا وأشرفهم مكانة وذكرًا الشيخ الفقيه خطيب الحرم الشريف وصاحب الصلاة فارس المنابر إمام الأئمة ومقتدي فرق الأمة ولي اللَّه أبو عبد اللَّه المشتهر بخليل، نفع اللَّه به، أحد السبعة الأبدال ورب المآثر المبرأة عن الخلاف والجدال، الموجود من بركاته ما يخجل الغيث في الانسحاب والانسدال، الموطأة أكنافه للخاصة والعامة معتدلة الكمال، كاملة الاعتدال، فالأعناق معتدلة إليه منثالة عليه، سامعون لأمره، متبركون بمساس طمره، معترفون بفضله، متصرفون من قوله وفعله، يردون من إحسانه مناهل الكرم، ويردون من فضله مواقع الديم، ويبتدئون من علمه ما هو أوضح من نار على علم، أنحلته مواصلة العبادة وأكله قشف الزهادة، فلم تبق منه إلا رسوم على سجادة، ومع ذلك فهو أصبر خلق اللَّه على إلحاح السائرين (٢)، واختلاف القاصدين والسالكين. تكفّل بحوائج الأغنياء والفقراء في أمور الدين والدنيا، لقيته بمكة واستفدت منه المناسك تفقهًا ومعاينة فانتفعت به أعظم انتفاع وسمعت عليه وأجازني عامة- اهـ.

وقال الشيخ أبو محمد عبد اللَّه بن فرحون في تاريخ المدينة: كان من أئمة الدين والمتسمين باليقين، مكة دار إقامته وبلده، وقيل ما ترد على المدينة قافلة إلّا وهو معهم، وكان جاور بها وقرأ على والدي العربية ولازمه وانتفع به، وكان يسألني عما عند والدي من كتب العربية فأقول له: ما عنده إلا شيء من شرح الجمل فيقول لي: ما هذه من حوائج ابن عصفور هذا الذكر العظيم والإلقاء والتفهيم لا يكون إلا عن إلهام أو كثرة اشتغال أو كثرة كتب يلتقط محاسنها ويرتب قوانينها، وكان خليل معلوم البر مشهور الصدقة يواسي الفقراء ويتداين دينًا عظيمًا لأجلهم حتى يكون عليه من الدين ما يقارب مائة ألف


(١) ترجمته في معجم المؤلفين ٤: ١٢١، (ط) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ١٠: ٣٣٣، كفاية المحتاج (مخطوط) ورقة ٤٣ أ، ب، ألف سنة من الوفيات ٨٢، ١٢٣، ٢٠٩.
(٢) كذا بالأصل والصواب (السائلين) كما في كفاية المحتاج.

<<  <   >  >>