للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٦ - علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي، المعروف بالحرالي (١).

قال ابن الأبار: أندلسي الأصل ولد بمراكش ونشأ بها، أخذ عن ابن خروف وأبي الحجاج بن نموي وغيرهما، رحل وحج ولقي جماعة من العلماء وناظر معهم فبرع وجال في البلاد وشارك في فنون ومال إلى النظريات وعلم الكلام وأخذ عنه، وتوجه ثانية للشرق، وتوفي فجأة في الشام سنة سبع وثلاثين وستمائة- اهـ.

قال غيره: الشيخ الفقيه الإمام المطلق الزاهد الورع، بقية السلف وقدوة الخلف أبو الحسن كان بدء أمره بمراكش ثم تخلى عن الدنيا ورحل للشرق ولقي جلة العلماء شرقًا وغربًا، فمن أهل الغرب ابن خروف وأبو الحجاج بن نموي وأبو عبد اللَّه القرطبي وإمام الحرم الشريف وغيرهم.

قال أبو العباس الغبريني في عنوانه: تعلمنا عليه الفاتحة في نحو ستة أشهر يلقي في التعليم قوانين تتنزل في علم التفسير منزلة أصول الفقه من الأحكام، حتى من اللَّه تعالى ببركات ومواهب لا يحصى، وعلى أحكام تلك القوانين ألف كتابه مفتاح اللب (٢) المقفل على فهم القرآن المنزل، وهو ممن جمع العلم والعمل.

كان أعلم الناس بالأصلين والمنطق والطبيعيات والإلهيات، صنف فيها تآليف، أخبرنا الفقيه أبو محمد بن عبد الحق قال: كنا نقرأ عليه "النجاة" لابن سينا فينقضه عروة نقضًا نقضًا (٣)، وأعلم الناس بالفقه معقوله ومنقوله، أخبرنا شيخنا عبد العزيز بن مخلوف قال: لما ظهر له في اعتقاد فقهاء وقته قصور باعه في مذهب مالك لاستغراقه في فنون العلم أقرأ التهذيب فبين في كثير من مواضعه مخالفته لأصل المدونة ومغايرته لها فيأمر بالأصل فيساق فيبين المخالفة


(١) انظر ترجمته في: تكملة الصلة ٢/ ٦٨٧، عنوان الدراية ص ١٤٣ طبعة نويهض نفح الطيب ٧/ ١٦٧.
(٢) كذا أيضًا في نفح الطيب وفي عنوان الدراية: مفتاح الباب المقفل.
(٣) في عنوان الدراية: فكان ينقض عراه نقضًا.

<<  <   >  >>