للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحضر مرة مع شيخه أبي البركات طعامًا فدعى الشيخ للأكل فاعتذر بالصوم، فلما فرغوا أنشد صاحب الترجمة:

دعونَا الخطيبَ أبا البركاتِ ... لأكلِ طَعَامِ الوزيرِ الأجَلْ

وقد ضَمَّنَا في نداهُ جِنَانٌ ... بِهِ احتَفَلَ الحسنُ حتى كَمَلْ

فأعْرضَ عنا لعذرِ الصِّيامِ ... وما كلُّ عذرٍ له مقتبلْ

فإن الجِنانَ محَلُّ الجزاءِ ... وَلَيْسَ الجنانُ محَلَّ العَمَلْ (*)

فلما فرغ من إنشادها قال الشيخ: لو أنشدتنيها وأنتم لم تفرغوا لأكلت معكم لهذه الأبيات، والحوالة في ذلك على اللَّه تعالى -اهـ-ملخصًا. قلت: من تآليفه (تاريخ المدينة) وجزء سماه (إلحاق العقل بالحس في الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس) وغيرهما.

٧٠ - أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن، شهر بالقبّاب (١).

الإمام الحافظ العلامة الصالح الزاهد، أحد محققي المتأخرين من الحفاظ المشهورين بالدين والصلاح والتقدم في العلوم، تولى الفتيا بفاس، وله فتاوى مشهورة مجموعة وقفت عليها، وهو أول من نقل الونشريسي عنه في المعيار، ذكره في الإحاطة ولم يوفه حقه فقال: من صدور عدول فاس فقيه نبيه جيد النظر سديد الفهم، ولي قضاء جبل الفتح، متصفًا بجزالة ودخل غرناطة عام اثنين وستين موجهًا من قبل السلطان أبي القاسم (٢)، ثم رفض التمعش (٣) من الشهادة وتنسك على عادة الفضلاء- اهـ.

وعلى هذا القدر اقتصر في الديباج. وقال ابن الخطيب القسنطيني: شيخنا الفقيه الحافظ الصالح الفتي الحاج أبو العباس، وحضرت مجلسه في


(*) ديوان ابن خاتمة: ١٨٦ وقافية البيت الثالث فيه (مستقل) وما هنا أوضح معنى.
(١) انظر شجرة النور الزكية ص ٢٣٥، معجم المؤلفين ٢: ٤٩، جذوة الإقتباس ١٢٣، ألف سنة من الوفيات، ٨٥، ١٢٨، كتاب الوفيات ٣٧٢، الإحاطة ١/ ١٨٧ وفيها: أن اسمه أحمد بن أبي القاسم، الحلل السندسية ١/ ٣/ ٦٥٥.
(٢) كذا في الطبعة المصرية وهو خطأ والصواب كما في الإحاطة: سلطان المغرب أبي سالم ابن أبي الحسن.
(٣) كذا وهو خطأ والصواب في الإحاطة: العيش.

<<  <   >  >>