للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥١ - منصور بن علي بن عبد اللَّه الزواوي أبو علي، نزيل تلمسان (١).

قال ابن الخطيب في الإحاطة: هذا الرجل صاحبنا طرف في الخير والسلامة وحسن العهد والصون والطهارة والعفة قليل التصنع مؤثر الاقتصاد، منقبض عن الناس مكفوف اللسان واليد مشتغل بشأنه عاكف على ما يعنيه مستقيم الظاهر ساذج الباطن منصف في الذاكرة موجب لحق الخصم حريص على الإفادة والاستفادة مثابر على تعلم العلم وتعليمه غير آنف من حمله عمن دونه جملة من جمل السذاجة الرجولية وحسن العاملة صدر من الصدور له مشاركة حسنة في كثير من العلوم العقلية والنقلية واطلاع وتقييد ونظر في الأصول والمنطق والكلام ودعوى في الحساب والهندسة والآلات يكتب ويشعر فلا يعدو الإجازة والسداد.

قدم الأندلس عام ثلاثة وخمسين وسبعمائة فلقي رحبًا وعرف قدمه فتقدم مقرنًا بالمدرسة تحت جراية نبيهة وحلق للناس متكلمًا على الفروع الفقهية والتفسير وتصدر للفتيا، وجربته وصحبته فرأيت منه دينًا ونصفة، حسن عشرة، ثم امتحن في هذا الوقت بمطالبة شرعية في توقفه حين جمع الفقهاء في عقد على رجل نال من جانب اللَّه والنبوة وشك هو في القول بتكفيره فقال القوم بإشراكه في ذلك ولطخه إذ كان كثير المشاحة لجماعتهم فأجلت الحال عن صرفه عن الأندلس في عام خمسة وستين.

أخذ عن جماعة كوالده علي بن عبد اللَّه والإمام المجتهد منصور المشذالي قرأ عليه أوائل ابن الحاجب وابن المسفر وأبي علي بن حسين قرأ عليه جملة من الحاصل والمعالم الدينية والفقهية والآيات البينات والخونجي وقاضي بجاية أبي عبد اللَّه بن يوسف الزواوي وأبي العباس بن عمران بتلمسان عن الإمام المجمع على جلالته وإمامته العالم الفاضل عبد المهيمن الحضرمي وأبي العباس بن يربوع والقاضي أبي إسحاق بن يحيى، وبالأندلس عن إمام الصنعة


(١) انظر ترجمته في الدرر الكامنة ٥: ١٣٣، نفح الطيب ٧: ١٤٧، ١٦٦، ٣٠٤، شجرة النور الزكية ص ٢٣٤، البستان ص ٢٩٢، أعلام الجزائر ص ١٦٦.

<<  <   >  >>