عبد السلام كثيرًا وانتفع بعلمه واهتدى بهديه ولقي غيره من الأئمة وسمع الشرف المرسي والرضي الواسطي المجتهد وغيرهم. أخبرني أن مولده سنة إحدى أو اثنين وثلاثين وستمائة، وقد كان كتب قبل ذلك أن مولده سنة إحدى وثلاثين بلا شك -اهـ- ملخصًا. وكان لقاؤه إياه آخر القرن السابع.
وقال العبدري في رحلته: رأيت بملالة الفقيه أبا علي منصور المشذالي، ومشذالة قبيلة من زواوة ويلقب بناصر الدين، رحل للشرق قديمًا فقرأ به الأصول والفروع درسة وتفقهًا، وله منهما حظ وافر غير معتن بالرواية ليس له فيها حظ، حدثني أنه حضر وفاة أبي عبد اللَّه بن أبي الفضل السلمي بالشام وسألته عن تاريخه وكان غرضي فلم يحفظه شهرًا ولا عامًا، وهذا نهاية الاغفال- اهـ.
وقال أبو حيان في النظار: كان يشتغل ببجاية في النحو والفقه والأصول، رحل للقاهرة ولزم العز بن عبد السلام وسمع من إبراهيم بن مضر- اهـ.
قال الخطيب ابن مرزوق الجد: قد وصل شيخنا أبو علي درجة الاجتهاد، سمعته من جماعة من أصحابه كالفقيه السفر والفقيه محمد بن الكاتب والفقيه عمران الشذالي وغيرهم ممن سمع كلامه وكان السامع مضطلعًا بالعلوم بما يدرك به تفننه في تآليفه وأجوبته في النوازل المختلفة والفنون المتباينة لم يبعد إدراكه هذا الرتبة وبلوغه تلك الدرجة -اهـ- ملخصًا.
وقال الشيخ منصور الزواوي: شيخنا ناصر الدين هو الإمام المجتهد علم الأعلام وقطب الفقهاء وقدوة النظار وإمام الأمصار، ارتحلت إليه فوجدته قد بلغ من السن غايته وأوجبت جلوسه في داره، إلا أنه يفيد بفوائده بعض زواره. وتوفي عام أحد وثلاثين وسبعمائة، فخص مصابه البلاد وعم ولفّ سائر الطلبة وضم لكن ملأ بجاية وأقطارها بالعلوم النظرية والفهوم النقلية والعقلية -اهـ- وعمره مائة سنة.