للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يبرئ من العاهة، والنصراني لا، ثم قال: وهل يبرئ الفقير من العاهة؟ فقال له: نعم، ثم نظر يمينًا وشمالًا ليجد صاحب عاهة فيأتي بالعيان فلم يجد أحدًا وكأنه اغتاظ لهذا السؤال، ثم أخرج يده وقال: يأتي لمن يقعد عن الحركة فيحبسه بيده ويقيمه، وقد ذهب ألمه بعد أن حنى إلى الأرض في الصفة- اهـ.

وقال في وفياته: لقيت بسلا الفقيه الولي ابن عاشر وهو على أتم حال في الورع والفرار من الأمراء والتمسك بالسنة- اهـ.

وممن انتفع به الولي القطب أبو عبد اللَّه بن عباد، الآتي في حرف الميم.

فائدة:

قال ابن عباد في رسائله: كنت قِدَمًا خرجت يوم مولده -صلى اللَّه عليه وسلم- صائمًا إلى ساحل البحر فوجدت هناك السيد الحاج ابن عاشر -رحمه اللَّه- وجماعة من أصحابه معهم طعام يأكلونه، فأرادوا مني الأكل فقلت: إني صائم، فنظر إلي السيد الحاج نظرة منكرة، وقال لي: هذا يوم فرح وسرور يستقبح في مثله الصوم كالعيد، فتأملت مقالته فوجدته حقًا وكأنه أيقظني من النوم- اهـ.

٦٥ - أحمد بن محمد بن إبراهيم الأوسي الجنان المكناسي أبو جعفر (١).

قال ابن الخطيب السلماني في نفاضته: كان فقيهًا عَدلًا أديبًا إخباريًا مشاركًا، من أهل الظرف والانطباع والفضيلة، كاتب عاقد و (ناظم) (٢) ناثر، مشارك في فنون من العلم، له تصنيف حسن في ثلاثة أسفار سماه (المنهل المورود في شرح المقصد المحمود) شرح فيه وثائق أبي القاسم الجزيري فأربى على الإجادة بيانًا وإفادة، وناولني إيّاه وأذن في في حمله عنه، وأنشدني كثيرًا من شعره، فمن ذلك ما صدّر به رسالة يهنئ بها ناقهًا من مرض:

الْبِسِ الصِّحَةَ بُرْدًا قَشِيبا ... وَأَرْشفِ النعمةَ ثَغْرًا شَنِيبا


(١) انظر الروض الهتون ص ١٨.
(٢) زيادة من الروض الهتون.

<<  <   >  >>