يتكلم كلامًا حسنًا في الأصول، حسن المحاضرة جدًا، كثيرًا لحفظ الآداب والنوادر والأشعار والأخبار وتراجم الناس وأحوالهم، فصيح العبارة جدًا طلق اللسان لا تمل مجالسته، كثير العبادة والصلاة والقراءة والتواضع ومحبة أهل الفضل والرغبة في مجالستهم، ولم ينصفني في مكة غيره ولا ترددت فيها لغيره.
كان فى دخل القاهرة واجتمع بفضلائها، ولي قضاء المالكية بعد أبي عبد اللَّه النويري سنة ثلاث وأربعين فباشر بعفة ونزاهة وعزل وأعيد مرارًا ثم أضر فقدم له فأبصر فأعيد واستمر إلى الآن، له تصانيف منها سرح التسهيل، يعتني بضبط ألفاظه وتفسيرها خصوصًا ما يتعلق باللغة لم يتم، وحاشية على توضيح ابن هشام وعلى شرح الألفية للمكودي وغيرها- اهـ.
قلت: وله أيضًا شرح خطبة خليل وشرح قواعد الإعراب لابن هشام، وأما شرح التسهيل فانتهى فيه إلى باب نون التوكيد وشرح فيه ثلاث قولات، على ما أخبرني به سيدي يحيى الحطاب مكاتبة من مكة، وهو شرح جليل في غاية الحسن جمع فيه زبدة شرح المؤلف وأبي حيان والمرادي والسمين وابن عقيل وناظر الجيش والدماميني ينقل عنهم ويبحث معهم أحيانًا ويتكلم على شواهده، مع ضبط ألفاظ اللغة الواقعة في شروحه، وبه قرآت التسهيل على شيخنا الفقيه العالم الفهامة محمد بغيع، وكان يثني عليه كثيرًا.
[٣٤٧ - عبد القادر بن أحمد بن محمد الدميري.]
عرف بابن تقي، ولد في جمادى الأخيرة سنة أربع وعشرين وثمانمائة، تفقه على الشيخ عبادة والشيخ طاهر وأبي القاسم النويري وأذن له وناب في الفتيا عن الولي السنباطي فمن بعده وأشير إليه بالفضل ودرس للمالكية بالشيخونية بعد الحسام بن حريز، وحج مرتين وزار بيت المقدس وكتب على الفتيا وعكف بمنزله على الفتيا والتدريس إلى أن استدعاه قاتيباي في سنة نيف