شهر بأبيه أبو إسحاق. قال تلميذه أبو عبد اللَّه المقري في مشيخته: هو شيخنا مشكاة الأنوار يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، ورد على تلمسان بعد العشرين والسبعمائة، ثم لم يزل بها إلى أن قتل يوم دخلت علي بني عبد الوادي في ثامن عشرين من رمضان عام سبعة وثلاثين.
قال المقري: نظرت يومًا معه في تكملة بدر الدين بن مالك لشرح التسهيل لأبيه، ففضلت عليه كلام أبيه ونازعني الأستاذ، فقلت:
عهود من الآبا توارثها الأبنا
فما رأيت بأسرع من أن قال:
بنوا مجدها لكن بنوها لهم أبنا
فبهتُ من العجب.
لطيفة: سأل الشيخ الأديب أبو الحسن بن فرحون المدني شيخنا ابن حكم: هل تجد في التنزيل فاءات مرتبة كترتيبها في هذا البيت؟:
ففكر ساعة ثم قال:{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ}(سورة القلم، الآية ١٩) إلى آخرها، فمنعت له البناء في "فتنادوا" فقال لابن فرحون: فهل عندك غيرها؟ فقال نعم {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ}(سورة الشمس، الآية ١٣)، فمنع له بناء الأخيرة لقراءة الواو، فقلت له: امنع ولا تسند فيقال لك أن المعاني قد تختلف باختلاف الحروف، وإن كان السند لا يسع الكلام عليه، وأكثر ما وجدت الفاء تنتهي في كلامهم إلى هذا العدد سواء بهذا الشرط وبدونه كقول نوح:{فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ}(سورة يونس، الآية ٧١) - اهـ. بنقل ابن الخطيب في تاريخ غرناطة.
(١) انظر ترجمته في: درة الحجال ١: ١٧٨، النفح ٥: ٢٢٤، أعلام المغرب العربي ١: ١١٥. وأشار إليه ابن الخطيب في الإحاطة، انظر ٢: ٢٠١، وفي موضع آخر لم نقف عليه.