للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلتُ ذرينى على حالتي ... فإنَّ الهمومَ بقدوِ الهِمَمْ

ولما وصل في إقرائه شرح البردة لقطب المغرب الإمام الأكبر ابن مرزوق إلى إنشاده:

أعاذلتى على إتعاب نَفْسي ... وَرَعْيي في الدُّجى روض السُّهادِ

إذا شامَ الفتى برقَ المعالي ... فأهونُ فائتٍ طيبُ الرُّقاد

طرب وجريا على لسانه كثيرًا.

ذكر لي أن مولده ببلاد نيجة بطن أوربة عام ثلاثة وثمانمائة، وتوفي بفاس ليلة الجمعة سادس شعبان عام سبعة وثمانين ودفن قريبًا من قبر الولي أبي زيد الهرميزي، رحمه اللَّه تعالى.

٦٨١ - محمد بن محمد بن علي الزواوي البجائي، شهر بالفراوصني (١).

الشيخ الصوفي الصالح، ذكر في تأليفه في شرح حديث "أكثروا ذكر اللَّه حتى يقولوا مجنون" (٢) أخذ العلم عن جماعة كالفقيه أبي زيد عبد الرحمن بن أحمد اليحمدي الزواوي، والفقيه الصالح أبي العباس أحمد بن موسى بن عزيز الزواوي والقاضي أبي القاسم بن سراج الغرناطي وشيخ الإسلام الفقيه الصدوق محمد بن مرزوق، وأظروفة زمانه الفقيه أبي الفضل ابن الإمام والفقيه الصالح الحاج أبي زيد عبد اللَّه القسنطيني عرف بالباز، والولي الأكرم أبي العباس أحمد الماكري.

وأخذ علم الباطن عن الشيخ الإمام الولي خطيب جامع بجاية أبي العباس أحمد ابن إبراهيم الزواوي والولي الصالح الخطيب بها أبي عبد اللَّه بن يحيى اليجري وقطب العارفين وتاج الأولياء أبي عثمان سعيد الصفراوي التونسي، قال: قرأت عليه كتبًا في هذا الشأن والزم النسبة إليه دنيا وآخرة قائلًا: وعزة اللَّه لا أفارقك حتى للجنة، بعد قسمي عليه أن لا يفارقني بهمته


(١) لعله المذكور في توشيح الديباج ص ٢٥١.
(٢) في الأصل "اذكروا اللَّه حتى يقول إنه مجنون" والخريج عن مسند أحمد بن حنبل ٣/ ٦٨ - ٧١.

<<  <   >  >>