سالم فلم يزل عليها، ثم مات بعد الثمانين وسبعمائة، وأخبرني أن مولده سنة عشرة -اهـ- ملخصًا.
وقال السراج في فهرسته: شيخنا الفقيه القاضي النزيه الخطيب البليغ الراوية المتفنن الفاضل المتخلق أبو القاسم ابن الفقيه الجليل الأستاذ المقري، نشأ بغرناطة وقرأ ثم انتقل لفاس فنوه به أبو عنان واشتهر في زمانه ورحل حينئذ وحج ورجع فحظي عند ملوك الغرب، ولي الخطابة والقضاء بالحضرة ودأب عليه، محمود السيرة، توفي في ثالث صفر سنة ست وثمانين وسبعمائة، وتولى قضاء الجماعة بفاس، كان فاضلًا بليغًا ذا سمت حسن متفننًا في معارف، صدرًا في الطلب علمًا في الأدب مائلًا بطبعه للتصوف مؤثرًا له محبًا في أهله مليح الخطابة جيد الخط والشعر والكتابة، ثاقب الذهن بعيدًا من فضول القول والعمل، جميل العشرة والمجلس صنع اليدين جملة فاضلة.
أخذ السبع عن والده وغيره وعن الإمام الولي أبي إسحاق بن أبي العاص الكتب الخمسة في الحديث وغيرها، وعن العالم المحقق الولي الطنجالي وأبي جعفر بن الزيات وعبد المهيمن الحضرمي وابن جابر الوادي آشي وابن هدية القرشي والمجاصي وإمام الموقف خليل المكي وعبد اللَّه اليافعي -اهـ- ملخصًا.
٥٦١ - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن مرزوق الخطيب (١).
شمس الدين شهر بالخطيب وبالجد ابن مرزوق، شارح العمدة في الحديث والشفاء، ذكره ابن فرحون في الأصل أي في الديباج وأثنى عليه وذكر شيوخه، ولنذيله هنا لما لم يذكره هنا.
قال ابن خلدون: صاحبنا الخطيب أبو عبد اللَّه التلمساني كان سلفه
(١) انظر ترجمته في معجم أعلام الجزائر ص ٢٨٩، البستان ص ١٨٤، الدرر الكامنة ٣: ٣٦٠، جذوة الاقتباس ص ٢٢٥، فهرس الفهارس ١: ٣٩٤، شجرة النور الزكية ص ٢٧٥، الاعلام بمن حل مراكش ٤/ ٣٦، درة الحجال ٢/ ٢٧٥ - ٢٧٦، توشيح الديباج ص ٢٢٩، التعريف بابن خلدون ٧/ ٣٩٦، وفيات ابن قنفذ ٣٧٣.