ونظم رجز الصفيحة الشكازية في أول عمره، ونظره في العربية ما يقرأ عليه، ولا يتكلف في قراءة علم ولا البحث فيه، ولا يحسن تعليم المبتدئ وكان يقر بذلك، ويثقل عليه الكتب على الفتيا والكلام فيها، وإذا عرض له كتب لإنسان يأمرني أو غيري بكتب ذلك.
وكان خطه جيدًا، نسخ كثيرًا في علوم شتى سيما المعقول، وخطه رقيق ندم عليه آخر عمره، كتب ابن عرفة في سفرين، وفي الثاني مختصر الحوفي، وقال لو وجدت كاغدًا رقيقًا على اختياري لكتبته في سفر واحد. وله نفس زكية وهمة عالية، لا يعتني بالدنيا ولا أهلها، ولا يحرص على كسب مال ولا رئاسة، وكان اقراؤه بالمدرسة، وهي أنوه مواضع التدريس بغرناطة، تقدم فيها باستحقاق بلا طلب، وكذا تقديمه بالجامع الأعظم. وتُعدي عليه فيها وقتًا وظُلم فوكل أمره لربه، ولم ينتصر لنفسه، وكانت أحواله مرضية إلى أن مات، حضرت عليه قراءة كفب متعددة في علوم شتى، وقرأت عليه مقالات أبي رضوان في المنطق، والشمسية، ورجز ابن سينا، وبعض رجزه في الطب، ومختصر ابن رشد في الأصول، وجمع الجوامع، وكراسة الجزولي، والتسهيل لابن مالك، وشامل بهرام، ومعظم خليل، وقرأت كتاب سيبويه فختمناه سنة ثمان وخمسين، ثم الكشاف وختمناه سنة ست وستين، ثم ابتدأنا خليلًا ثم تركناه لميله لقراءة التفسير والحديث والتصوف، فقرأنا الجواهر والأربعين للغزالي، وتوفى ليلة الثلاثاء سادس ذي الحجة عام سبعة وستين وثمانمائة، وحضر جنازته السلطان فمن دونه، وقد نيف على الثمانين سنة. . . الخ.
وممن أخذ عنه العلامة أبو عبد اللَّه الراعي، شارح الألفية، وذكر عنه أنه كان كثير الاعتناء بكتاب سيبويه، وله فتاوى ذكر منها في المعيار جملة.
٢٧ - إبراهيم بن محمد بن علي التازي، نزيل وهران الشيخ أبو سالم (١).
وأبو إسحاق الإمام العالم العلامة الناظم البليغ الورع الزاهد الولي
(١) ترجمته في: درة الحجال ١: ١٩٤، البستان ٥٨ - ٦٣، أزهار الرياض ٢: ٣٠٩، شجرة النور الزكية ١: ٢٩٣، كفاية المحتاج ٢٠، ظهر الضوء اللامع ١: ١٨٧، مناقب الخطابي ٢١ ظ، تعريف الخلف ٢: ٧.