قلت: والجيم في ذلك معقود قريب من الكاف ولذلك ينقط بعضهم تحته ثلاث نقاط تنبيهًا على ذلك، واللَّه أعلم.
١١٨ - أحمد بن سعيد القيخمسي المكناسي الخطيب شهر بالحباك (١).
خطيب جامع القرويين بعد العبدوسي، كان فقيهًا متصوفًا شاعرًا فصيحًا ظريفًا علامة، نظم مسائل ابن جماعة في البيوع وقال الشعر النفيس في التصوف وغيره عزل هو والفقيه القوري القاضي الجنياري في يوم واحد ثم طلب لإمامة الأندلس فأبى وقال: إن كان عزلي بجرحة فلا يحل لكم تقديمي وإن كان عن غير جرحة فقبولي من قلة الهمة، وكان يدرس بالمدرسة المتوكلية المعروفة بأبي عنان وكان أخوه محمد بن سعيد مشهورًا بالصلاح وكان قد تلمذ وهو صغير لسيدي سليمان الذي قال فيه ابن عباد: ما أعلم أحدًا في هذا الوقت أعلم منه بمواجيد القلوب، ولم يفارقه حتى توفي ومولده سنة أربع وثمانمائة وتوفي في حدود سبعين وثمانمائة، فسنه نيف وستون، صح من كناشة سيدي أحمد زروق -رحمه اللَّه- قال ابن غازي في فهرسته: كان من آيات اللَّه في النبل والإدراك مع حفظ وافر من الأدب، وله ذوق في التصوف، وكان صنو شيخنا القوري نشأ معه على أشياخه المكناسيين الآتي ذكرهم في ترجمته وأيضًا عن أخيه لأبيه وعن أخيه الشيخ الفقيه الصالح الرباني أبي عبد اللَّه محمد ابن سعيد لازمته واستفدت منه كثيرًا ونظم بيوع ابن جماعة محررة بما وضع عليه الإمام القباب في رجز عذب بليغ أجادته وغاية، قرأته عليه وأصلح أشياء وأجازنيه، وإنشاداته وإفاداته كثيرة، ولد بمكناسة في أوائل هذا القرن وتوفي في حدود سبعين منه بفاس اهـ.