الواو والهمزة من الكنية خروجا عن الخلاف، وعن عمر القلشاني ومحمد بن عقاب قاضي تونس، وقدم القاهرة وحج ورجع فأقام بالقاهرة وتردد لابن حجر وأخذ عنه واغتبط كل منهما بالآخر.
شرح جمل الخونجي في سفرين سماه إكمال الأمل بشرح الجمل جمع فيه شرح ابن واصل والشريف التلمساني وسعيد العقباني ومحمد بن مرزوق، وشرح الشمسية وشرح ابن الحاجب، وكاد يلي قضاء مصر، وكانت له وجاهة مع رسوخ في الفقه واستحضار كثير، له ولغيره وكثير من العلوم وحافظة جيدة حتى كان ابن الهمام يقول: إنه معجون فقه وأدب كثير ومحاضرة حسنة وكذا كلامه وإشكالاته. توفي آخر سنة أربع وتسعين وثمانمائة- اهـ.
من الضوء اللامع للحافظ السخاوي، رحمه اللَّه.
٦٨٩ - محمد بن قاسم أبو عبد اللَّه الأنصاري التونسي، شهر بالرصاع (١).
قاضي الجماعة بها الفقيه العالم العلامة الصالح المفتي، أخذ عن جماعة من أصحاب ابن عرفة وغيرهم كالبرزلي وأبي القاسم العبدوسي والإمام ابن عقاب والمحقق عمر القلشاني والفتى عبد اللَّه البحيري وغيرهم.
وألف تآليف كتذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين -صلى اللَّه عليه وسلم- كتاب حسن في نوعه في الصلاة على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وشرح حدود ابن عرفة في الفقه وتأليف في الكلام على الآيات الواقعة في شواهد المغني لابن هشام في سفرين وجزء في إعراب كلمة الشهادة وشرح البخاري والتشديد نسبة لأحد آبائه.
أخذ عن الأخوين أحمد وعمر القلشانيين وابن عقاب والبرزلي، ولى قضاء المحلة ثم الأنكحة ثم الجماعة ثم صرف نفسه في كائنة المريني واقتصر على إمامة جامع الزيتونة وخطابتها متصدرًا للإفتاء وإقرار الفقه وأصول الدين والعربية والمنطق وغيرها، جمع شرحًا في الأسماء النبوية وآخر في الصلاة عليه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأفرد
(١) انظر ترجمته في توشيح الديباج ٢١٦، والضوء اللامع ٨: ٢٨٧، المكتبة العبدلية ص ٤٨، ٢٤١، البستان ص ٢٨٣، وشجرة النور الزكية ٢٥٩، وتكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الإيمان ص ٣٠٩.