للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

البروني الشيخ أبو عبد اللَّه، قدم علينا مع الأندلس وأقام بتلمسان إلى أن مات، وسمعته يقول: البقر العدوية كالإبل المهملة في الصحراء لا يجوز بيعها بالنظر إليها لكن بعد أن تمسكها وتستولي عليها -اهـ- فتأمله أهو الذي قبله أم لا؟.

٥١٤ - محمد بن أحمد بن فرج اللخمي الغرناطي يعرف بالطرسوني (١).

كان قائمًا على النحو والفقه والقراءة، مجيدًا في ذلك محكمًا لما أخذ فيه، مشاركًا في الأصلين والمنطق، بفضل نباهته وذكائه وشعوره، رتب العلوم بالأندلس دون شيخ أرشده، يجمع إلى ذلك خطبًا وظرفًا وفكاهة وسخاء نفس وجميل مشاركة لأصحابه بأقصى قدرته، صنع اليدين يسفر ويحكم تراكيب الطب، وبالجملة فهو من أجل نبلاء عصره الذين قلّ أمثالهم. أخذ القراءة عن الأستاذ أبي الحسن بن أبي العباس (٢) وبه تفقه بالمرية، وقرأ على الأستاذ ابن الزبير والخطيب ابن الزيات أبوي جعفر وأبي الحسن بن مشعور وأبي عبد اللَّه الطنجالي وأبي الحسن القيجاطي وابن رشيد وغيرهم. توفي ببلد العناب بعد أن أجلاه عن الأندلس وزيرها ابن المحروق آخر ثلاثين وسبعمائة.

٥١٥ - محمد بن يعقوب بن يوسف المنجلاتي الزواوي البجائي أبو عبد اللَّه يعرف بالزواوي (٣).

كان حافظًا فقيهًا مستبحرًا في حفظ المسائل والفروع، ولي قضاء بجاية ثم أخر عنه، وكان صديقًا للناصر المشذالي، قال الحضرمي في فهرسته: أخبرنا ولده صاحبنا الفقيه الخير أبو يوسف يعقوب قال: لما صرف والدي عن قضاء بجاية لقيه شيخنا الإمام ناصر الدين المشذالي وكان صديقه وسأله عن حاله واعتذر له وأعلمه أن صرفه عن القضاء شق عليه وأنشد في الحال وحفظه والدي من فيه:


(١) ترجمته في بغية الوعاة ١: ٣٨.
(٢) في البغية: ابن أبي العنبس.
(٣) انظر النفح ٥/ ٢٥٠.

<<  <   >  >>